الصبر وسيلة لرفع درجات المؤمن وتكفير ذنوبه .. المفتي السابق يوضح

يعد الصبر على البلاء، من الأمور الشرعية التي كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أهميتها.
الصبر على البلاء
والصبر على البلاء مهما طال وقته ضرورة، وأن يحذر المسلم دخول اليأس من رحمة الله أو الضجر من الدعاء إلى قلبه، لأن الابتلاء يحمل في طياته اللطف الإلهي، ويعد وسيلة لرفع درجات المؤمن وتكفير ذنوبه.
واستشهد المفتي السابق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، أو حطّ عنه بها خطيئة»، وهو ما يوضح أن البلاء يجلب للمؤمن الثواب ورفع العقاب.
كما أشار إلى كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني الذي يبيّن أن الابتلاء يجمع بين الثواب ورفع الذنوب معًا، مما يعكس رحمة الله وعدله.
البلاء يحمل أسرارًا إلهية
البلاء يحمل أسرارًا إلهية لا يمكن إدراكها بظاهرها بحسب المفتي السابق، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف: 168]. موضحًا أن الابتلاء يدفع الإنسان إلى الرجوع إلى الله وقبول قضائه، كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43].
وأشار إلى أن الحكمة الإلهية من الابتلاء قد تكون دعوة الإنسان إلى مراجعة نفسه وتقوية إيمانه.
وسلّط المفتي السابق الضوء على غزوة تبوك التي وصفها القرآن بـ"ساعة العُسرة"، مشيرًا إلى أنها مثال حي على الصبر والتحمل في مواجهة الصعاب. وذكر أن وصفها بالساعة في قوله تعالى: ﴿فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ كان تهوينًا لأمرها وإشارة إلى عظيم أجرها، كما بيّن الإمام البقاعي.
ودعا المفتي السابق إلى الصبر والاحتساب عند الابتلاء، موضحًا أن طول زمن البلاء لا يعني غياب رحمة الله، بل هو اختبار لإيمان العبد وقوة صبره. وذكر قول الإمام ابن الجوزي: «إياك أن تستطيل زمان البلاء وتضجر من كثرة الدعاء؛ فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء».
وأشار المفتي السابق إلى كلام الإمام ابن القيم، الذي أكد أن البلاء أداة لتنقية القلوب وحفظ العبودية لله، حيث قال: «لولا محن الدنيا لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب ما هو سبب هلاكه».
واختتم بالدعوة إلى تعزيز الأمل في رحمة الله، وتذكير المؤمنين بأن المصاعب أوقات قصيرة مقارنة بجزيل الأجر والثواب الذي وعد الله به الصابرين، مما يجعل الصبر عبادة عظيمة يجب الحرص على التمسك بها.