آليات توزيع المساعدات الجديدة بالقطاع
اقتحام مراكز توزيع المساعدات في غزة ومروحيات إسرائيلية تطلق النار

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة تعرضت للاقتحام من قبل محتجين فلسطينيين، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا بسبب نقص الغذاء واستمرار العمليات العسكرية.
وأوضحت التقارير أن مروحيات تابعة للجيش الإسرائيلي فتحت نيرانها في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين اقتحموا تلك المواقع، ما أدى إلى انسحاب أفراد شركة أميركية خاصة كانت تعمل في المكان.
مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن اثنين من أصل أربعة مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية التي يجري إنشاؤها في قطاع غزة قد باشرا عملهما بالفعل، مشيرًا إلى أن هذه المراكز أُقيمت بقرار من السلطات الإسرائيلية وبالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة.
ووفق بيان رسمي صادر عن الجيش، فإن إدارة هذه المراكز ستُسند إلى منظمات إنسانية دولية، فيما ستحظى بحماية أمنية توفرها شركات خاصة أميركية. وأشار البيان إلى أن المركزين الذين بدءا العمل اليوم يقع أحدهما في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي القطاع، بينما يقع الآخر في منطقة تُعرف باسم ممر موراج.
يمتد ممر موراج من ساحل البحر وحتى الحدود الشرقية مع إسرائيل، ويسيطر عليه الجيش الإسرائيلي بشكل كامل، ويُعد نقطة فاصلة بين مدينتي رفح وخان يونس.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل جهوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، مع التشديد على العمل لمنع وقوع تلك المساعدات في يد حركة "حماس".
دور مؤسسة إغاثة غزة
من جانبها، أعلنت مؤسسة إغاثة غزة أنها باشرت أمس الاثنين توزيع الإمدادات في مناطق من القطاع، في إطار خطة إسرائيلية سمحت ببدء عمليات الإغاثة. وتعد هذه المبادرة جزءًا من جهود يروج لها الاحتلال الإسرائيلي كمحاولة لتقديم المساعدات الإنسانية، لكنها تواجه انتقادات حادة من الأمم المتحدة وجهات دولية أخرى، التي ترى في تلك الخطط محاولة لتسييس العمل الإنساني وتقييده بشروط أمنية مشددة.
جاءت هذه التطورات في أعقاب حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعًا على قطاع غزة، تم تخفيفه جزئيًا مؤخرًا، لكن لا يزال الوضع الإنساني مأساويًا. ودفعت الأوضاع الحالية مرصد الجوع العالمي إلى إصدار تحذير من وقوع مجاعة وشيكة في القطاع، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية.

انتقادات دولية متصاعدة
وقد أثار الاقتحام والتعامل العسكري مع المتظاهرين، إلى جانب المعايير الأمنية التي تُفرض على عمليات الإغاثة، موجة جديدة من الانتقادات الدولية الموجهة إلى إسرائيل. ويرى مراقبون أن إطلاق النار على المدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات يُعد تصعيدًا خطيرًا يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويقوض أي جهود إغاثية حقيقية.
وتبقى الأسئلة معلقة حول مدى فاعلية توزيع المساعدات عبر ممرات تتحكم فيها إسرائيل بالكامل، ومدى حياد المنظمات العاملة، في ظل ظروف تتداخل فيها الحسابات الأمنية بالاحتياجات الإنسانية الملحة لملايين السكان في قطاع غزة.