واشنطن لن تقدم «باتريوت» مجانًا.. أوكرانيا تواجه تحديات وسط تكثيف هجمات روسيا

في ظل استمرار تقلّص الدعم العسكري الأمريكي المباشر، تواجه أوكرانيا ضغوطًا متزايدة لتأمين أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" في وقت تشهد فيه البلاد أعنف موجة هجمات جوية روسية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، شملت مئات الطائرات المسيّرة وصواريخ "كروز"، وفق ما أعلنته كييف.
ووصفت أوكرانيا الصواريخ الباليستية الروسية بأنها "الأكثر رعبًا"، مؤكدة أنها لا تستطيع التصدي لها بفعالية دون امتلاك منظومة "باتريوت"، بحسب ما أوردت صحيفة واشنطن بوست.
"رايثيون" توسّع الإنتاج
وأشار دبلوماسي أوروبي في كييف إلى أن شركة Raytheon الأمريكية المصنعة للمنظومة لا تزال بصدد توسيع خطوط إنتاجها لتلبية الطلب المتزايد، مؤكدًا أن الولايات المتحدة بحاجة للاحتفاظ بجزء كبير من تلك الأنظمة لأغراضها الدفاعية الذاتية، وهو ما يُفسّر التباطؤ في تسليم المنظومات للحلفاء، بما فيهم أوكرانيا.
لا مساعدات بلا مقابل
وفي تحول ملحوظ عن سياسة الإدارة السابقة، رجّح مسؤولون أوكرانيون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تستعد لولاية ثانية محتملة، ستوافق على بيع أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا بدلاً من تقديمها كمساعدات مجانية.
وقال مسؤول أوكراني رفيع: "إنهم يفكرون كرجال أعمال، إذا أعطيتك شيئاً، عليك أن تعطيني شيئاً في المقابل... علينا أن نتكيف مع هذا الأمر."
ويعكس هذا التوجه المنطق التجاري الذي يعتمده ترامب في سياساته الخارجية، خصوصًا في ما يتعلق ببيع الأسلحة، ويأتي ضمن إعادة هيكلة واسعة للدعم الأمريكي المباشر للملفات الدولية، بما فيها النزاعات العسكرية.
صفقات سابقة وموافقة مشروطة
وكانت إدارة ترامب قد سمحت لألمانيا في وقت سابق بإعادة تصدير بعض مكونات "باتريوت" إلى أوكرانيا، بعد توقيع صفقة معادن استراتيجية بين كييف وواشنطن في أبريل الماضي. ومع أن الولايات المتحدة تمتلك حق النقض (الفيتو) على إعادة بيع أي معدات عسكرية أمريكية، فإن الموافقات السابقة تعزز من فرص إبرام صفقة بيع رسمية مستقبلية.
تصاعد التوترات وسط مراوحة المفاوضات
في هذا الوقت، يستمر الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، رغم الضغط الأمريكي لعقد هدنة مؤقتة. وكانت أوكرانيا قد وافقت سابقًا على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يومًا بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن روسيا ترفض أي اتفاق دون التوصل إلى "شروط وضمانات ضرورية".
وتُفسّر بعض المصادر السياسية هذا الجمود بأنه جزء من استراتيجية روسية لكسب الوقت ميدانيًا، في ظل احتفاظها بالمبادرة العسكرية، بينما تحاول أوكرانيا التحصّن بدفاع جوي أكثر تطورًا لمواجهة الموجات الجوية القادمة.