عاجل

فولفو تخفض العمالة 15%.. إعادة هيكلة شاملة لمواجهة تراجع المبيعات العالمية

تسريح موظفين فولفو
تسريح موظفين فولفو

أعلنت شركة فولفو السويدية المملوكة لمجموعة "جيلي" الصينية عن تسريح نحو 3,000 موظف، بما يمثل حوالي 15% من إجمالي العاملين في مكاتبها حول العالم، ضمن خطة شاملة لإعادة الهيكلة وتقليص التكاليف.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه كبرى شركات السيارات تحديات متزايدة بسبب ارتفاع التكاليف، وتراجع الطلب، والاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، وسط سباق محتدم نحو التحول الكهربائي.

أزمات اقتصادية وجيوسياسية تضغط على فولفو

وفقًا لتصريحات شركة فولفو المنشورة عبر موقع The Sun، تواجه الشركة تحديات غير مسبوقة نتيجة التدهور الاقتصادي الحاد وتأثير التقلبات الجيوسياسية التي تضغط على الأسواق العالمية.

إضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع التكاليف التشغيلية، وخصوصًا رسوم الجمارك المتزايدة في الولايات المتحدة، إلى زيادة الأعباء على الشركة.

تسريح 3000 موظف من شركة فولفو
تسريح 3000 موظف من شركة فولفو

تصريحات الإدارة: “نمر بمرحلة انتقالية صعبة”

قال هاكان سامويلسون، المدير التنفيذي لفولفو كارز: "قطاع السيارات يواجه ظروفًا اقتصادية وجيوسياسية غير مستقرة، وهذا يتطلب إعادة هيكلة جذرية لتحسين التدفقات النقدية وتقليص النفقات".

وأضاف "نركز على تعزيز الربحية، وتسريع التحول الكهربائي، وتقوية موقعنا التنافسي، وعلينا أن نتحرك بسرعة للحفاظ على استدامتنا المالية".

في المقابل، أوضح المدير المالي الجديد، فريدريك هانسون، أن هذه القرارات رغم قسوتها، إلا أنها ضرورية لتقوية البنية المالية والإنتاجية لفولفو، والعودة إلى مسار النمو المستدام.

تفاصيل خطة تقليص الوظائف

بحسب ما أورد موقع Ada Derana، قد توزعت عمليات التسريح على نطاق واسع شملت حوالي 1200 موظف دائم في السويد، التي تعد مقر الشركة الأصلي، إلى جانب 1000 مستشار خارجي معظمهم في الدول الإسكندنافية، بالإضافة إلى تقليصات في مكاتب فولفو الدولية.

وتقدر تكلفة إعادة الهيكلة بحوالي 103 مليون جنيه إسترليني، والتي ستنعكس سلبًا على نتائج الشركة المالية في الربع الثاني من عام 2025.

وأكدت فولفو أن التقليص يشمل بشكل رئيسي الوظائف الإدارية في قطاعات مختلفة مثل البحث والتطوير، والموارد البشرية، والإدارة العامة، ضمن استراتيجية لإعادة هيكلة الشركة لتصبح أكثر مرونة وكفاءة.

الآثار الاقتصادية والمالية لتقليص الوظائف

وفقًا لتقارير The Sun، شهدت فولفو انخفاضًا في أرباح التشغيل بنسبة 20% خلال الربع الأول من عام 2025، حيث وصلت الأرباح إلى 229 مليون دولار فقط مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

خطط فولفو لتعزيز الإنتاج 
خطط فولفو لتعزيز الإنتاج 

وانخفضت المبيعات العالمية بنسبة 6%، ما أدى إلى تراجع الإيرادات من 7.3 مليار جنيه إسترليني إلى 6.4 مليار جنيه، أي بانخفاض 11.7%.

ويأتي هذا التراجع في ظل تقلبات الأسواق العالمية والتوترات السياسية التي تزيد من صعوبة التنبؤ بأداء صناعة السيارات في المستقبل القريب.

استراتيجيات فولفو لمواجهة التحديات

ردًا على الرسوم الجمركية العالية التي فُرضت مؤخرًا على السيارات المستوردة في السوق الأمريكي، أعلنت فولفو عن خطط لتعزيز الإنتاج المحلي، خاصة في مصنعها في ولاية ساوث كارولينا، حيث سيتم نقل إنتاج طراز جديد إلى المصنع الأمريكي لتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.

كما بدأت فولفو إنتاج الطراز الكهربائي EX30 في مصنعها ببلجيكا، بعد أن كان يُنتج حصريًا في الصين، ضمن خطط الشركة لتعزيز التوسع في سوق السيارات الكهربائية مع التركيز على تطوير خطوط إنتاج إقليمية أكثر تركيزًا ومرونة، كما أكد المدير التنفيذي في تصريحات نقلها Ada Derana.

تسريحات جماعية تضرب شركات أخري

تتزامن إجراءات فولفو مع موجة تسريحات واسعة تعصف بصناعة السيارات العالمية، حيث أعلنت شركات كبرى أخرى مثل أودي وفولكس فاجن عن خطط مماثلة لتقليص القوى العاملة، مع التركيز على تحسين الكفاءة وخفض التكاليف في ظل تحديات السوق الراهنة.

بحسب تقرير موقع The Sun، فقد كشفت شركة أودي عن خطط لتسريح نحو 7,500 موظف بحلول عام 2029، ضمن خطة توفير تكاليف تبلغ مليار يورو، مع التركيز على أقسام الإدارة والتطوير.

تطوير خطوط الإنتاج الإقليمية
تطوير خطوط الإنتاج الإقليمية

في نفس السياق، أعلنت مجموعة فولكس فاجن الألمانية، المالكة لأودي، عن خطة لتقليص 35,000 وظيفة في مصانعها الألمانية بحلول عام 2030، ضمن اتفاقية "مستقبل فولكس فاجن" التي تستهدف خفض تكاليف العمالة بنحو 1.5 مليار يورو سنويًا، مع الحفاظ على استمرارية التشغيل وعدم إغلاق المصانع.

وأكد جيرنوت دولنر، رئيس مجلس إدارة أودي، أن "التحول نحو التنقل الكهربائي يتطلب تكيفًا سريعًا من خلال تحسين الكفاءة والتقليل من التكاليف، ما يستدعي تعديلات في القوى العاملة". 

خطط فولفو القادمة

بحسب ما أشار إليه المدير التنفيذي سامويلسون في مقابلات نقلتها تقارير The Sun وAda Derana، أنه بالرغم من الصعوبات المالية والتحديات الاقتصادية، تبدي فولفو ثقة في تحقيق هوامش ربحية تشغيلية تتراوح بين 7% و8% بحلول عام 2026، مع تركيز استراتيجي على الربحية، والتحول نحو السيارات الكهربائية، والتوزيع الإقليمي.

كما تعمل الشركة على تطوير نموذج عمل أكثر مرونة من خلال تعزيز الإنتاج في الأسواق المحلية وتعديل استراتيجياتها لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية والتقلبات الاقتصادية.

أزمة عميقة في صناعة السيارات

توضح تسريحات الوظائف الضخمة التي أعلنتها فولفو، جنبًا إلى جنب مع تحركات أودي وفولكس فاجن، حجم الأزمة التي تضرب صناعة السيارات عالميًا، وتؤكد هذه الخطوات ضرورة إعادة التفكير في استراتيجيات الإنتاج والتسويق مع مواجهة ارتفاع التكاليف، وتقلبات الطلب، وتطور التكنولوجيا، خصوصًا في مجال السيارات الكهربائية.

في ضوء ذلك، لا بد من متابعة مستمرة للتطورات التي يشهدها هذا القطاع الحيوي، حيث يُعد عام 2025 عامًا مفصليًا يعيد رسم ملامح مستقبل صناعة السيارات في العالم.

تم نسخ الرابط