عاجل

ماجد عبد الفتاح: عقوبات أوروبا على المستوطنين خطوة نحو حل الدولتين

أوروبا وإسرائيل
أوروبا وإسرائيل

في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يبرز دور الدول الأوروبية كعامل محوري في دعم جهود إحلال السلام العادل، خاصة من خلال التنسيق الدولي المتزايد لفرض ضغوط حقيقية على إسرائيل. 

وفي هذا السياق، سلط السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، الضوء على أهمية التحركات الأوروبية، ولا سيما موقف بريطانيا التي فرضت مؤخرًا عقوبات على مستوطنين إسرائيليين تورطوا في انتهاكات بحق الفلسطينيين.

جاءت تصريحات السفير خلال لقائه مع الإعلامية هدير أبو زيد في برنامج "كل الأبعاد" على قناة "إكسترا نيوز"، حيث كشف عن تغيرات استراتيجية في المواقف الأوروبية قد تسهم في دفع عملية السلام وتحقيق حل الدولتين.

ضغوط متصاعدة على إسرائيل 

أكد السفير ماجد عبد الفتاح أن فرض بريطانيا عقوبات على بعض المستوطنين الإسرائيليين يشكّل مؤشرًا واضحًا على تبدّل مواقف بعض العواصم الغربية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 وأوضح أن هذا التوجّه يُسهم في زيادة الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، من أجل تعديل مواقفهما المتعنتة، خصوصًا فيما يخص وقف إطلاق النار، إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير السكان الفلسطينيين.

وأشار إلى أن هذه الخطوة من بريطانيا تفتح الباب أمام تحركات أوروبية أوسع نطاقًا لفرض إجراءات ردعية على منتهكي حقوق الفلسطينيين، ما يعزز من فرص تحريك الجمود السياسي القائم.

تزايد الدعم الدولي لحل الدولتين 

وشدّد عبد الفتاح على أن هذه التحركات تعكس تنامي الكتلة الدولية المؤيدة لحل الدولتين، مؤكّدًا أن هناك تحولًا عالميًا ملموسًا نحو دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. 

وأضاف أن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل بدأتا تفقدان مواقع التأثير على المستوى الدولي، حيث أصبحتا في موقع معزول نسبيًا عن التوافق الدولي العام الداعي إلى السلام.

وأوضح أن هذا التغيير في المزاج الدولي هو ثمرة جهود دبلوماسية عربية وإسلامية متواصلة، تستهدف كسر الجمود الدولي وتفعيل أدوات القانون الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر.

تحالفات جديدة تتشكل

وفي تحليله للخريطة السياسية الأوروبية، أشار السفير إلى أن التحالفات داخل الاتحاد الأوروبي تشهد إعادة تموضع كبيرة، فبينما لا تزال بعض الدول مثل المجر، التشيك، ألمانيا، والنمسا تحتفظ بمواقف تقليدية داعمة لإسرائيل، بدأت دول أخرى تتجه نحو سياسات أكثر جرأة ودعمًا للحق الفلسطيني، وعلى رأسها إسبانيا، فرنسا، وإيرلندا.

وبيّن أن هذه الدول الأوروبية باتت تدعم بشكل واضح قرارات قوية في الأمم المتحدة لإدانة العدوان الإسرائيلي، مما يساهم في فرض مزيد من العزلة السياسية على إسرائيل وحليفتها الأبرز الولايات المتحدة.

إسبانيا تقود تحركًا أمميًا جديدًا

وكشف عبد الفتاح عن أن إسبانيا تقود حاليًا جهودًا لإصدار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حال فشلت المحاولات لإقناع مجلس الأمن، بسبب استخدام الفيتو الأمريكي. 

السفير ماجد عبد الفتاح
السفير ماجد عبد الفتاح

واعتبر أن هذا المسار، بدعم من الكتلتين العربية والإسلامية، إضافة إلى حركة عدم الانحياز، يشكل رافعة دبلوماسية قوية للمضي نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تشهد فرصة تاريخية لإعادة تفعيل دور الأمم المتحدة كمنصة لفرض الإرادة الدولية، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

تم نسخ الرابط