هل يجوز أداء أكثر من عمرة في الرحلة الواحدة؟ .. الإفتاء تعلق

في فتوى جديدة تُجيب عن تساؤلات الحجاج والمعتمرين، أكّد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، جواز أداء أكثر من عمرة في الرحلة الواحدة لمن تيسرت له زيارة بيت الله الحرام، موضحًا أن الشريعة لا تضع حدًا أقصى لعدد مرات العمرة في اليوم الواحد، ما دام المعتمر قادرًا بدنيًا وماديًا على تكرارها.
تكرار العمرة في اليوم الواحد
خلال مشاركته في برنامج "فتاوى الناس" مع الإعلامي مهند السادات، على قناة الناس، أوضح الشيخ وسام أن تكرار العمرة في اليوم الواحد لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بل هو أمر جائز لمن استطاع، مشددًا على أن أداء العمرة أكثر من مرة يتوقف فقط على الاستطاعة الجسدية والمادية.
وعن كيفية أداء العمرة الثانية في نفس الرحلة، أوضح أمين الفتوى أنه بعد الانتهاء من العمرة الأولى، التي يجب أن تُؤدى بالإحرام من الميقات الخاص ببلد المعتمر، يمكن للمعتمر أن يخرج من مكة المكرمة إلى أقرب نقطة تُعرف بـ"أدنى الحل"، مثل مسجد السيدة عائشة بالتنعيم، ليُحرم مجددًا ويؤدي عمرة جديدة. ويمكن تكرار هذه الخطوات ما دام الشخص قادرًا ومستطيعًا.
أداء العمرة عن الآخرين
فيما يتعلق بأداء العمرة نيابة عن شخص آخر، أوضح الشيخ أحمد وسام أن: العمرة عن الميت: جائزة باتفاق العلماء، ويُستحب للإنسان أن يعتمر عن من توفي ولم يؤدِ العمرة في حياته.
العمرة عن الحي العاجز: جائزة إذا كان عاجزًا عجزًا دائمًا لا يُرجى شفاؤه، مثل المريض طريح الفراش أو من يمنعه مرضه الدائم من السفر، ويُعرف هذا شرعًا بـ"المعضوب"، العمرة عن الحي القادر: غير جائزة بالنيابة، إذ يجب عليه أن يؤديها بنفسه.

إهداء ثواب العمرة
أشار الشيخ أحمد وسام إلى مسألة هامة، وهي جواز إهداء ثواب العمرة لشخص آخر، سواء كان حيًا أو ميتًا، شريطة أن يكون المعتمر قد أدّى العمرة عن نفسه أولًا. ويُعد ذلك من أبواب الخير، ويدخل تحت ما يُعرف بـ"إهداء الثواب"، وهو أمر جائز في أرجح أقوال العلماء.
واختتم أمين الفتوى تصريحاته بالتأكيد على أن ما سُمح به شرعًا من أداء العمرة عن الآخرين، أو تكرارها في الرحلة الواحدة، هو رحمة عظيمة من الله لعباده، حيث فُتح باب الأجر والثواب أمام الجميع، سواء بأداء العمرة عن النفس أو عن من لم يستطع أداؤها، لأسباب صحية أو بعد الوفاة.