هذا ما يحدث للكلى عند تناول اللب الأبيض.. اعرف التفاصيل

بينما يبحث الكثيرون عن وجبات خفيفة تجمع بين الطعم اللذيذ والقيمة الغذائية العالية، يتصدر اللب الأبيض (بذور القرع) قائمة "التسالي الصحية"، التي تُستهلك على نطاق واسع في العالم العربي، لكن، هل تساءلت يومًا عن تأثير هذا الطعام الشائع على صحة الكلى؟ وهل هو آمن للجميع؟ هذا ما نكشفه بالتفصيل في هذا التقرير.

اللب الأبيض.. وجبة صغيرة بحجم، كبيرة بفوائدها

اللب الأبيض ليس مجرد وجبة خفيفة تُستهلك أمام التلفاز أو في جلسات السمر، بل هو غذاء غني بالعناصر التي يحتاجها الجسم يوميًا، مثل:

• المغنيسيوم: يدعم أكثر من 300 وظيفة بيولوجية.
• الزنك: يقوي المناعة ويساعد في التئام الجروح.
• الحديد: أساسي لنقل الأوكسجين في الدم.
• الألياف: تنظم عملية الهضم وتقلل الكوليسترول.
• مضادات الأكسدة: تحارب الشيخوخة الخلوية والالتهابات.

ومن أبرز هذه الفوائد ما يرتبط مباشرةً بصحة الكلى، العضو الحساس الذي يلعب دورًا محوريًا في التخلص من السموم وتنقية الدم.

الفوائد المثبتة للب الأبيض على الكلى

بحسب الدكتور معتز القيعي، أخصائي التغذية العلاجية، فإن اللب الأبيض يحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم، وهو معدن يُسهم في تقليل فرص تكوّن حصوات الكلى، كيف؟ عن طريق:

• منع ترسّب الكالسيوم والأوكسالات، وهما العنصران الأساسيان في معظم حصى الكلى.
• تحسين امتصاص الكالسيوم في الجسم بطريقة صحية، تمنع تراكمه في الكلى.

 مدرّ طبيعي للبول

يساهم اللب الأبيض في زيادة إدرار البول بشكل طبيعي، ما يساعد الجسم على:

• طرد السموم المتراكمة في الدم.
• التخلص من الأملاح الزائدة، خصوصًا الصوديوم، الذي قد يضر الكلى عند ارتفاع مستواه.

هذه الخاصية تفسر لماذا يُنصح به في الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى تطهير الجسم وتحسين وظائف الكلى.

 حماية الخلايا الكلوية من التلف

يحتوي اللب الأبيض على مضادات أكسدة قوية مثل فيتامين E، الذي يلعب دورًا أساسيًا في:

• تقليل الإجهاد التأكسدي في أنسجة الكلى.
• منع تلف الخلايا الكلوية الناتج عن تراكم الجذور الحرة.
• خفض مستويات الالتهاب التي قد تسرّع من تدهور وظائف الكلى.

متى يصبح اللب الأبيض ضارًا للكلى؟

رغم الفوائد المذهلة، إلا أن تناول اللب الأبيض قد يشكل خطرًا صامتًا إذا لم يتم استهلاكه بالشكل الصحيح، خصوصًا لدى مرضى الكلى أو من يعانون من مشكلات مزمنة.

محتواه من الفوسفور والبوتاسيوم

يحتوي اللب الأبيض على مستويات معتدلة من البوتاسيوم والفوسفور، وهما عنصران قد:

• يتراكمان في الدم لدى مرضى الكلى الذين لا تستطيع أجسامهم التخلص منهما بفعالية.
• يؤدي تراكم الفوسفور إلى مشاكل خطيرة في العظام، بينما يُحدث البوتاسيوم اضطرابات في ضربات القلب.

لهذا، يجب على مرضى الكلى المزمنين تناول اللب الأبيض بحذر شديد، وبعد استشارة الطبيب المختص.

 الملح المضاف عند التحميص

أحد أكبر أخطاء تناول اللب الأبيض هو استهلاكه بصيغته التجارية المعروفة، التي غالبًا ما تكون:

• محملة بكميات كبيرة من الملح (الصوديوم).
• تُسبب رفع ضغط الدم، وهو أحد أخطر أعداء الكلى.
• تزيد من خطر تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى.

لهذا يُنصح دائمًا بشراء اللب الأبيض غير المملّح أو المحمص بملح خفيف جدًا، ويفضل تحميصه في المنزل.

هل اللب الأبيض آمن لمرضى الكلى؟

الإجابة تعتمد على الحالة الصحية لكل فرد، وبشكل عام:

• مرضى الكلى في المراحل المبكرة: يمكنهم تناول كمية محدودة من اللب الأبيض غير المملّح، بعد استشارة الطبيب.
• مرضى غسيل الكلى أو المرحلة الرابعة والخامسة: يفضل تجنبه أو استبداله بأطعمة تحتوي على نسب أقل من الفوسفور والبوتاسيوم.
• الأشخاص الأصحاء: اللب الأبيض خيار ممتاز، لكن يجب ألا يتجاوز حفنة يد واحدة يوميًا.

طريقة صحية لتناول اللب الأبيض

• اختر الأنواع العضوية النيئة أو المحمصة منزليًا.
• تجنّب الأنواع التجارية المحمّلة بالملح والزيوت.
• احرص على عدم تناول أكثر من 30 جرام يوميًا.
• ادمجه مع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والماء.

اللب الأبيض.. كنز غذائي يحتاج للوعي

قد يكون اللب الأبيض وجبة خفيفة، لكن تأثيره على الجسم كبير. هو طعام قادر على:

• دعم صحة الكلى
• منع الحصوات
• تقليل الالتهاب
• وتحسين وظائف الجسم الحيوية

لكن في الوقت ذاته، قد يتحوّل إلى عبء على الكلى إذا أُفرط في تناوله أو تم استهلاكه بصيغته المالحة التجارية.

إذا كنت تبحث عن غذاء "صديق للكلى"، فقد يكون اللب الأبيض خيارًا ذكيًا... بشرط الاعتدال والاختيار