عاجل

ماذا يحدث لجسمك عند بلع اللب أثناء الأكل؟.. حقائق طبية قد تجهلها

اللب
اللب

ربما حدث معك من قبل، أثناء تناولك للب أو الفواكه، أن تبتلع بعض البذور أو اللب دون قصد. وقد تتساءل حينها: "هل يمكن أن يسبب ذلك ضررًا لجسدي؟ وهل يهضم الجسم هذه البذور؟".

في الواقع، بلع اللب أو البذور خلال الأكل أمر شائع، وغالبًا ما يمر دون أن يترك أثرًا يُذكر، لكن الأمر لا يخلو من تفاصيل تستحق التوقف عندها.


رحلة اللب داخل جهازك الهضمي: ماذا يحدث بالتحديد؟

عندما تبتلع لبًا أو بذورًا أثناء تناول الطعام، فإنها تبدأ رحلتها من الفم إلى المعدة، حيث تتعرض للأحماض الهضمية والإنزيمات. لكن القشرة الخارجية الصلبة لمعظم أنواع البذور تكون مقاومة للهضم، مما يعني أن الجسم لا يستطيع تفكيكها أو استخلاص العناصر الغذائية منها بشكل كامل.

في المعدة: تتعرض البذور لعصارات المعدة، لكن القشرة الخارجية تحمي النواة الداخلية، فتظل البذرة سليمة نسبيًا.

في الأمعاء الدقيقة: حيث يتم امتصاص معظم العناصر الغذائية من الطعام المهضوم، إلا أن اللب يظل غير متأثر غالبًا بسبب غلافه الصلب.

في الأمعاء الغليظة: يتم امتصاص الماء من الفضلات، وتتهيأ البذور للخروج من الجسم كما هي أو مع تغيير طفيف، مع البراز.


بمعنى آخر، يمر اللب أو البذور التي تبلعها مرورًا عابرًا خلال الجهاز الهضمي، لتخرج في نهاية المطاف دون أن تسبب مشكلة حقيقية... في معظم الحالات.


هل هناك مخاطر من بلع اللب؟ حالات تستدعي الانتباه

رغم أن ابتلاع كميات صغيرة من اللب أو البذور لا يمثل خطرًا حقيقيًا عند معظم الناس، إلا أن هناك استثناءات مهمة تستحق التنويه:

  • بذور الفواكه ذات النواة الحجرية
  • مثل: الكرز، الخوخ، المشمش.
    هذه البذور تحتوي على مركبات "أميغدالين"، والتي قد تتحول داخل الجسم إلى السيانيد عند مضغها أو تكسيرها.
  • الخطر الحقيقي يحدث عند مضغ أو طحن هذه البذور، مما يحرر المادة السامة.
  • بلع عدد قليل منها كاملًا دون تكسير غالبًا لا يمثل خطرًا، إذ تمر كما هي دون امتصاص المادة الضارة.
  • بذور التفاح
  • تحتوي أيضًا على كميات صغيرة من مركبات السيانيد، لكنها أقل من الفواكه ذات النواة الحجرية.
  • بلع عدة بذور تفاح كاملة لا يسبب ضررًا عادة، لكن لا يُنصح بالإكثار منها بشكل متعمد.
  • خطر الاختناق
  • قد تُشكل بعض أنواع البذور خطرًا على الأطفال، خاصة إذا كانت كبيرة الحجم ولم يتم مضغها جيدًا.
  • لذلك، من المهم مراقبة الأطفال أثناء الأكل، وتجنب إعطائهم أطعمة تحتوي على بذور كبيرة دون إشراف.
  • انسداد الأمعاء (نادر جدًا)
  • في حالات نادرة جدًا، قد يؤدي تناول كميات كبيرة جدًا من البذور دفعة واحدة، خصوصًا لدى من يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، إلى انسداد معوي يتطلب تدخلاً طبياً.


هل هناك فوائد لبلع بعض البذور؟

قد تندهش إذا علمت أن بعض أنواع البذور الصغيرة تحمل فوائد غذائية طفيفة عند بلعها، ومنها:

  • الألياف: بعض البذور، مثل بذور دوار الشمس أو اللب الأبيض والأسود، تحتوي على قشور غنية بالألياف التي تساعد على تحسين حركة الأمعاء والهضم.
  • المغذيات: بذور صغيرة مثل تلك الموجودة في الفراولة أو الكيوي قد تحتوي على كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وقد يستفيد الجسم من جزء منها.


لكن تذكّر: الاستفادة من هذه العناصر تتطلب عادة مضغ البذور جيدًا أو تناولها في صورة معالجة (مثل طحن بذور الكتان أو الشيا).

بلعت لب؟ لا تقلق... لكن انتبه لما تبلعه!

في النهاية، يمكن القول إن بلع اللب أو بعض البذور بالخطأ ليس مدعاة للقلق في الغالب، خصوصًا إذا كان بكميات صغيرة.
ومع ذلك، من الجيد دائمًا توخي الحذر، وتجنب بلع البذور الكبيرة أو تلك المعروفة باحتوائها على مركبات سامة، مثل بذور الخوخ والمشمش، خاصة إذا تم مضغها.

وإذا كنت من محبي اللب والبذور، فاحرص على تناولها بطريقة صحية، ومضغها جيدًا لتفادي مشاكل الهضم أو الاختناق

تم نسخ الرابط