طرابلس تشتعل مجددًا.. مسلحون يقتحمون وزارة الخارجية وجهاز الردع يتحدى قرار حله

في تطور أمني خطير يهدد استقرار العاصمة الليبية، اقتحم مسلحون تابعون لجهاز الردع اليوم الإثنين مقر وزارة الخارجية في طرابلس، وأجبروا الموظفين على مغادرة المبنى، في خطوة قالوا إنها تأتي استجابة لدعوات "العصيان المدني" ضد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
المجموعة المسلحة تُجبر الموظفين على الإخلاء.. وتطالب بتنحي الدبيبة
ونقل تلفزيون "المسار" الليبي عن مصدر دبلوماسي، أن المسلحين أغلقوا الوزارة بالقوة، في تحدٍّ مباشر لقرارات الحكومة، مؤكدين أنهم لن يفتحوا المقر إلى حين تنحي رئيس الوزراء الدبيبة.
وتأتي هذه الحادثة بعد أنباء متداولة عن قرار بحل جهاز الردع، أصدره الدبيبة في وقت سابق، وسط تضارب قانوني حول الجهة المختصة بإصدار مثل هذا القرار.
اشتباكات سابقة مع اللواء 444.. وتضارب قانوني حول صلاحية حل الجهاز
ووفق ما ذكرته "بوابة الوسط"، فإن جهاز الردع رفض قرار الحل، مؤكدًا أن المجلس الرئاسي فقط هو من يملك صلاحية إنشاء أو حل الأجهزة الأمنية، استنادًا إلى القرار السابق بإنشاء الجهاز.
يُذكر أن جهاز الردع، بقيادة عبدالرؤوف كارة ومقره قاعدة معيتيقة، خاض عدة مواجهات مسلحة ضد قوات اللواء 444 قتال، التابعة للحكومة، بقيادة محمود حمزة. وقد شهدت طرابلس جولات من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، كان آخرها في مايو 2024، حيث انتهت حينها باتفاق تهدئة علني، سرعان ما انهار مجددًا.
تصاعد التوتر الأمني بعد مقتل "غنيوة" وسيطرة قوات حكومية على مقاره
وتزامنت أحداث اليوم مع تصاعد حدة التوتر الأمني في طرابلس، عقب مقتل عبدالغني الككلي "غنيوة"، الرئيس السابق لجهاز دعم الاستقرار، واقتحام مقاره من قبل قوات اللواء 444 مسنودة بـ"الكتيبة 111" بقيادة عبدالسلام الزوبي، وكيل وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة.
وتأتي تؤشر هذه التطورات إلى تآكل السيطرة الأمنية لحكومة الوحدة الوطنية، وسط تصاعد النفوذ العسكري للفصائل المسلحة المتناحرة، وهو ما يُنذر بعودة مشاهد العنف والفوضى إلى العاصمة، ما لم يتم احتواء التصعيد بشكل عاجل.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إعادة تحريك المسار السياسي المتعثر، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لضبط النفس وتغليب لغة الحوار على السلاح.