عاجل

إسرائيل تهدد بضم أجزاء من الضفة الغربية حال الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطين

الضفة الغربية
الضفة الغربية

في تصعيد دبلوماسي لافت يعكس حساسية المرحلة السياسية في الشرق الأوسط، حذرت الحكومة الإسرائيلية عدداً من الدول الأوروبية الكبرى من مغبة الإقدام على خطوات أحادية الجانب نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، ملوّحة بإجراءات إسرائيلية مقابلة قد تصل إلى حد فرض السيادة على أجزاء واسعة من الضفة الغربية.

تحذيرات مباشرة لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أجرى اتصالات شخصية مع عدد من المسؤولين الأوروبيين، من بينهم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، محذرًا من أن الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية سيدفع إسرائيل إلى الرد بقرارات أحادية مشابهة، أبرزها ضم ما يُعرف بالمنطقة "ج" من الضفة الغربية.

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة هآرتس أن ديرمر لمّح بوضوح خلال محادثاته إلى نية الحكومة الإسرائيلية بفرض سيادتها الكاملة على تلك المنطقة، التي تمثل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، وتخضع حاليًا للسيطرة الإسرائيلية الأمنية والمدنية الكاملة وفق اتفاقيات أوسلو.

المناطق المهددة بالضم

وبحسب تقرير لصحيفة يسرائيل هيوم، فقد وجه وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، رسائل تحذيرية مماثلة إلى عدد من نظرائه الأوروبيين، وعلى رأسهم وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا، مؤكداً أن "أي تحركات أحادية الجانب ضد إسرائيل ستقابل بخطوات أحادية من جانبنا".

وأوضح ساعر أن الرد الإسرائيلي قد يشمل فرض السيادة الرسمية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إلى جانب مناطق استراتيجية أخرى كغور الأردن، في تحرك من شأنه تقويض ما تبقى من مسار حل الدولتين المدعوم دوليًا.

تحركات أوروبية مرتقبة بقيادة ماكرون

وتأتي هذه التهديدات الإسرائيلية في توقيت بالغ الحساسية، إذ يُنتظر أن تحتضن مدينة نيويورك الشهر المقبل قمة فرنسية-سعودية، يُتوقع أن تشهد تحركات فرنسية بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون لتعزيز الاعتراف الأوروبي المنسق بدولة فلسطينية، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي المحتلة.

وكانت عدة دول أوروبية قد عبّرت عن دعمها لفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من حل سياسي شامل، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية للاستيطان الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المراقبون يرون أن تهديدات إسرائيل بالضم تمثل محاولة استباقية لإفشال أي إجماع أوروبي قد يتبلور حول الاعتراف بفلسطين، في ظل انقسام داخلي في إسرائيل نفسها بين أطراف تدعو لتصعيد الإجراءات الاستيطانية، وأخرى تخشى من العزلة الدولية.

تم نسخ الرابط