تفاصيل أزمة زاهي حواس وجو روجان.. والأخير يصفه بـ"أسوأ ضيف بتاريخ البرنامج"
تفاصيل أزمة زاهي حواس وجو روجان فرضت نفسها بقوة على مواقع التواصل ومحركات البحث، وسط تفاعل واسع من جمهور التاريخ وعشاق الحضارة المصرية القديمة، حيث أن الجدل المثار بين عالم الآثار المصري الشهير والإعلامي الأمريكي المعروف فتح بابًا واسعًا للنقاش حول الحقائق التاريخية والروايات المثيرة التي يطرحها البعض حول الأهرامات والفراعنة.
وسنستعرض لكم متابعي وزوار موقع «نيوز رووم» الإخباري، في هذا التقرير، تفاصيل أزمة زاهي حواس وجو روجان المثيرة للجدل، والتي أثارت ضجة واسعة على الساحة الإعلامية ومواقع التواصل، بعدما تباينت الآراء بين تصريحات روجان الجريئة وردود حواس الحادة، في نقاش امتد لما هو أبعد من مجرد اختلاف في الرأي.
تفاصيل أزمة زاهي حواس وجو روجان
وجاءت تفاصيل أزمة زاهي حواس وجو روجان، على النحو التالي:-
وفي مشوار تجاوز 1800 حلقة من برنامجه الشهير "The Joe Rogan Experience"، عاد الإعلامي الأمريكي جو روجان ليسلّط الضوء على واحدة من أكثر اللحظات التي يصفها بأنها "الأسوأ" في تاريخ لقاءاته، وخلال نقاش أجراه مؤخرًا مع لاعب كرة القدم الأمريكية آرون رودجرز، كشف روجان أن هذه التجربة الصعبة تعود إلى مقابلته مع الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، والتي ما زالت تثير الجدل حتى اليوم.
وأضاف روجان أثناء حديثه مع رودجرز بنبرة ساخرة: «ربما كان هذا أسوأ بودكاست قدمته على الإطلاق، لكنه ربما كان جيدًا أيضًا.. يكفي رؤية هذا الرجل ضيق الأفق، الذي كان مسؤولًا عن حراسة كل المعرفة عن مصر».
اكتشاف تحت الأهرامات يشعل الخلاف
حلّ الدكتور زاهي حواس ضيفًا على برنامج "روجان" في 13 مايو الجاري، حيث كان من المقرر أن تكون جلسة الحوار فرصة للتعمق في أسرار الحضارة المصرية القديمة، لكن اللقاء تحول سريعًا إلى نقاش محتدم، اتسم بتوتر واضح، مع تكرار مقاطعة حواس للأسئلة ورفضه الإجابة عليها بشكل مباشر، مكتفيًا بالرد على كثير من الاستفسارات بعبارة مقتضبة: «يمكنك الاطلاع على ذلك في كتابي».
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن التوتر بلغ مستوى غير مسبوق خلال النقاش، عندما أشار جو روجان إلى نتائج أبحاث حديثة تزعم وجود هياكل ضخمة تحت أهرامات الجيزة، وذكر روجان صورًا مأخوذة عبر أقمار صناعية من فريق إيطالي تظهر أعمدة عمودية ضخمة تمتد لأكثر من 2000 قدم تحت هرم خفرع، إلا أن ردّ الدكتور زاهي حواس كان حاسمًا وسريعًا، واصفًا هذه الادعاءات بأنها «لا أساس لها»، معترفًا بعدم إلمامه بتقنية الرادار التصويري التي استُخدمت في تلك الدراسات، وهنا سأله روجان مباشرة: «لماذا تتجاهل الأمر إذًا؟» فأجاب حواس: «لأنني بحثت في الأمر ووجدت أنه خطأ»، دون أن يُفصّل كيف توصّل إلى ذلك.
تجدد معركة علمية قديمة
وأعاد هذا اللقاء إحياء الخلاف الطويل بين الدكتور زاهي حواس والمؤرخ جراهام هانكوك، المعروف بدعمه لنظريات غير تقليدية حول الحضارات القديمة، وكشف جو روجان أن مشاركة حواس في البرنامج جاءت عقب محاولة تصحيح العلاقة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن حواس تلقى اتصالًا من هانكوك قال فيه: «زاهي يرغب في المشاركة، ونحن الآن على وفاق وصداقة».
خلال سير المقابلة، وجه الدكتور زاهي حواس دعوة لجو روجان لزيارة المواقع الأثرية في مصر للتعرف على الحضارة عن قرب، فما كان من "روجان" إلا أن رد بسخرية خفيفة قائلاً: «إذا قررت الذهاب، سأرافق جراهام في الرحلة».
عالم الآثار المصري يرفض نظرية الارتباط الجبار
وفي مارس المنصرم، عرض فريق من الباحثين الإيطاليين والبريطانيين صورًا تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية، أظهرت ما بدا أنها هياكل ضخمة مدفونة تحت سطح الأرض، ورغم أن هذه الدراسة لم تمر بمرحلة التقييم العلمي الرسمي بعد، وصف "جو روجان" هذه الصور بأنها «مذهلة»، مشيرًا إلى أنها توضح «قبر أوزوريس بدقة».
وسط تصاعد النقاش، عادت نظرية «الارتباط الجبار» إلى الواجهة مجددًا، والتي تدعي وجود تطابق بين مواقع أهرامات الجيزة وحزام كوكبة الجبار في السماء، وكانت هذه النظرية محل رفض شديد من قبل الدكتور زاهي حواس، الذي عبّر عن استيائه الحاد خلال مناظرة عام 2015 تجمعه بجراهام هانكوك وروبرت بوفال، حين انفجر قائلاً بحزم: «لا تتحدث معي.. أرجوك ارحل.. عار عليك».
وذكرت صحيفة «ذا إندبندنت»، أن الدكتور زاهي حواس وصف أفكار جراهام هانكوك بأنها مجرد «أكاذيب»، في حين رد هانكوك متهمًا حواس بأنه يتصرف كـ «كبلطجي» وأنه يرفض قبول النقد لأنه يعلم أن آرائه ليست قابلة للثبات تحت الفحص الدقيق.
تاريخ من الشد والجذب ثم المصالحة في النهاية
وفي عام 2024، كشف جراهام هانكوك عبر حسابه على منصة «X» عن تجاوز الخلافات القديمة مع الدكتور زاهي حواس، مشيرًا إلى أنه تلقى اعتذارًا منه خلال لقائهما في القاهرة الأسبوع الماضي، وأضاف هانكوك: «رغم استمرار وجود بعض الاختلافات بيننا، فإننا الآن ملتزمان بالحوار الودي والاحترام المتبادل في كل نقاش قادم».
في محاولة لتفنيد الروايات البديلة، استعرض زاهي حواس خلال ظهوره الأخير على أحد برامج البودكاست، تفاصيل اكتشافاته المتعلقة ببُناة الأهرامات، موضحًا أن الأدلة الأثرية تؤكد أن من شيدوا الأهرامات كانوا من العمال المهرة المصريين، لا عبيدًا كما يروّج البعض، قائلاً: «عثرت على مدافن تخص عمال البناء على بعد ميل واحد جنوب تمثال أبوالهول، وهذا الاكتشاف مفصلي لأنه يثبت بشكل قاطع من هم البنّاؤون الحقيقيون»، في إشارة واضحة إلى الرد على المزاعم الإسرائيلية التي تنسب بناء الأهرامات لليهود، كما تحدث عن استخدام روبوتات استكشافية للوصول إلى أنفاق داخل الهرم الأكبر، ومذكرات «ميرر» التي توثق كيفية نقل الأحجار، مؤكدًا أنها دليل على العمل المصري المنظم.
خلاصة تجربة غير مريحة
وصف المتابعون الحلقة بأنها مليئة بالتوتر والإنذار بالقطيعة، وكتب أحدهم على منصة «X» أن زاهي حواس لم يستطع فعليًا أن يسمح لجو بإنهاء جملة واحدة، فيما أكد روجان أن الحلقة كانت «مزعجة لكن كاشفة»، مضيفًا أن اللقاء كان من المفترض أن يُقرّب وجهات النظر، إلا أنه كشف عن حجم الانقسام بين التيار العلمي التقليدي والرؤى البديلة حول تاريخ مصر القديم.
أبرز المعلومات عن جو روجان؟
ويمكن تلخيص أهم المعلومات حول جو روجان، وفقًا لبيانات موسوعة «britannica» البريطانية، فيما يلي:-
- وُلد جو روجان في 11 أغسطس عام 1967 بولاية نيو جيرسي، الولايات المتحدة.
- نشأ في بيئة منزلية قاسية، وتحدث في عدة مناسبات عن عنف والده الجسدي وسلوكياته العدوانية.
- تأثر في بداياته بالكوميديان الأسطوري ريتشارد براير، وبدأ بتقديم عروض الستاند أب في بوسطن أواخر الثمانينيات.
- دخل المجال الإعلامي عام 1997 كمحاور خلف الكواليس، قبل أن يتدرج ليصبح معلقًا رياضيًا رسميًا في عام 2002.
- اكتسب شهرة واسعة بعد تقديمه لبرنامج «Fear Factor»، المعروف بتحدياته الجريئة وغير المألوفة.
- أطلق بودكاسته الشهير «The Joe Rogan Experience» عام 2009، والذي تحول إلى واحد من أشهر البرامج الحوارية عالميًا.
- استضاف عبر البودكاست شخصيات بارزة من مختلف المجالات، بينهم إيلون ماسك والمصارع المعتزل أندرتيكر وتايسون وترامب.
- عرف بآرائه الجدلية حول مواضيع اجتماعية وسياسية، ما تسبب في موجات من الجدل والنقد.
- وُجهت له اتهامات بنشر معلومات مغلوطة تتعلق بلقاحات كوفيد-19 أثناء الجائحة.
- تلقى انتقادات من منظمات حقوقية، منها «GLAAD»، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل حول قضايا الهوية الجندرية والرياضة.
