كارثة صحية وإنسانية في غزة.. نفاد الأدوية ومجاعة تهدد حياة مليون فلسطيني
في تحذير جديد يعكس حجم المأساة الصحية والإنسانية في قطاع غزة، أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الإثنين أن غالبية مخزونات المعدات الطبية قد نفدت، إلى جانب نقص خطير في الأدوية الأساسية، في ظل الحصار المستمر الذي تفرضه إسرائيل، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
الصحة العالمية: 64% من المعدات الطبية و42% من الأدوية الأساسية غير متوفرة
وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة في شرق المتوسط، في مؤتمر صحفي عقدته بجنيف، إن القطاع بلغ مرحلة الانهيار الصحي الكامل، مضيفة: "بلغنا مستوى الصفر في المخزون بالنسبة لنحو 64% من المعدات الطبية، و42% من الأدوية واللقاحات الأساسية، بما في ذلك مسكنات الألم".
وتُعد هذه الأرقام دليلاً دامغًا على ما حذرت منه منظمات إغاثية وطبية خلال الأيام الماضية من أن النظام الصحي في غزة على شفا الانهيار الكامل، نتيجة شح الإمدادات ومنع دخول القوافل الإغاثية إلى داخل القطاع منذ عدة أسابيع.
الأونروا: المساعدات الغذائية نفدت والوضع يتدهور كل ساعة
وفي السياق ذاته، حذّر عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن المساعدات الغذائية التي كانت بحوزة الوكالات الأممية قد نفدت بالكامل، مؤكدًا أن الوضع في غزة "خطير ويتدهور كل ساعة".
وأوضح أبو حسنة، في تصريحات لمنصة "المشهد"، أن 35% من مستلزمات الأدوية الحيوية أيضًا على وشك النفاد، مضيفًا أن المؤشرات الحالية تنذر بما هو أسوأ، حيث "نتوقع أنه خلال أقل من شهرين، لن يتبقى سوى 30% من المخزون الدوائي".
الوضع الميداني أكثر قسوة من الأرقام، بحسب أبو حسنة، حيث يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في حالة جوع شديد وفقر دم حاد وسوء تغذية متفاقم، وارتفعت نسب الإصابة بأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي، التهاب السحايا، والأمراض المعوية نتيجة شرب المياه الملوثة.
انتشار مخيف للأمراض.. وتحذير من كارثة تغذوية تهدد ربع مليون شخص
كما لفت إلى أن 90% من سكان قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، فيما يواجه ربع مليون شخص حالات سوء تغذية حادة (المرحلة الخامسة)، وهي الأخطر في التصنيف الطبي العالمي، مضيفًا أن هناك نحو مليون شخص يتراوح وضعهم الغذائي بين المرحلتين الرابعة والخامسة، ما يعني أن غزة تواجه مجاعة وشيكة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية داخل القطاع، وسط دعوات متزايدة بضرورة فتح الممرات الإنسانية وإدخال المواد الطبية والغذائية بشكل عاجل لتجنب فقدان مزيد من الأرواح.
