عاجل

حين تضيق الدنيا.. أدعية فك الكرب تفتح أبواب السماء

الدعاء
الدعاء

يُعد الدعاء بفك الكرب من أبرز الأدعية التي تتردد على الألسنة في لحظات الانكسار أو انتظار الفرج، إذ يحمل بين كلماته تسليمًا لله، واستنجادًا برحمته وقدرته في أوقات الشدة والضيق، . 

الدعاء في مفهومه ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو تجلٍّ من تجليات الإيمان، وتعبير صادق عن الضعف البشري أمام قدرة الله المطلقة. وقد عبّر القرآن الكريم والسنّة النبوية عن هذا المعنى العميق، مؤكّدين أن الدعاء هو مفتاح لكل خير، وسلاح فعّال في مواجهة الشدائد.

ويُعد الدعاء لفك الكرب من أبرز ما يلجأ إليه المسلمون عند اشتداد المصائب، سواء كانت نفسية، مادية، أو صحية، إذ يجدون فيه راحة للقلوب، وبصيص أمل يلوح في الأفق مهما اشتدت الظلمة.

أدعية مأثورة من القرآن والسنّة

من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم، ويُستحب ترديدها في لحظات الضيق، دعاء نبي الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت:

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.”
وقد جاء في سورة الأنبياء قوله تعالى:
“فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.”
هذا الدعاء يُعدّ رمزًا للأمل حتى في أقسى اللحظات، حيث كان يونس محاصرًا في ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، ومع ذلك لم يفقد ثقته بربه.

أما النبي محمد ﷺ، فقد أرشد المسلمين إلى أدعية جامعة لفك الكرب، منها ما رواه البخاري:

“اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال.”
وهذا الدعاء يلمس أوجه المعاناة الإنسانية كافة، من همٍّ داخلي، إلى ضغوط خارجية، إلى ضعف الإرادة أمام التحديات.

ومن أجمل الأدعية التي تحمل بين طياتها معنى التفويض الكامل لله، ما ورد عن النبي ﷺ أيضًا:

“اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.”
دعاءٌ يلخص حقيقة العبودية والخضوع، ويُعتبر من الأدعية التي تُردَّد عند التماس الفرج في المواقف الصعبة.

كما يُستحب ترديد دعاء الحاجة:

“اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.”
وهو من الأدعية التي يُلجأ إليها عندما تعترض الإنسان صعوبات لا يستطيع تجاوزها وحده، فيطلب من الله أن يجعل العسير يسيرًا.

الدعاء بين التوكل والعمل

وفي تصريح سابق لدار الإفتاء المصرية، جاء التأكيد على أن:

“الدعاء لا يُنافي العمل، بل هو توأمه. فالدعاء مع الأخذ بالأسباب هو الطريق الصحيح للخروج من الأزمات.”
الدعاء ليس بديلاً عن الحلول العملية، لكنه يعزز من الصبر، ويقوي النفس، ويمنح الإنسان طاقة روحية تساعده على الاستمرار في المواجهة دون يأس.

كما تؤكد المؤسسات الدينية أن تكرار الأدعية لا يجب أن يُنظر إليه على أنه مجرد ترديد آلي للكلمات، بل هو تربية للنفس على التوكل، وتذكير دائم بأن الله قريب، يسمع دعاء المضطر، ويفتح له أبواب الفرج من حيث لا يحتسب.

وفي زمن كثرت فيه المحن، وتراجعت فيه القيم، تبقى العودة إلى الدعاء الصادق، من أعظم الوسائل التي تعيد الإنسان إلى جوهره، وتُخرجه من ظلام الحيرة إلى نور اليقين، ومن ضيق الدنيا إلى رحابة الأمل في الله

تم نسخ الرابط