مع اقترابه.. كيف تختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك؟

يعتبر شهر رمضان المبارك من أهم شهور السنة الإسلامية، حيث يشهد المسلمين فيه فرض الصوم، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلمون إلى الله سبحانه وتعالى.
من أبرز الأعمال التي يقوم بها المسلم في هذا الشهر الكريم هو ختم القرآن الكريم، وذلك لأن ختم القرآن في رمضان يُعد من الفضائل العظيمة، ويعكس التفاني في العبادة والاجتهاد في تحصيل الأجر والثواب؛ ولأن القرآن هو الكتاب المقدس في الإسلام، فإن تلاوته وحفظه يعدان من أفضل الوسائل التي يمكن أن يقرب بها المسلم إلى الله في هذا الشهر الفضيل.
فضل ختم القرآن في رمضان
رمضان هو شهر القرآن، وقد ورد في القرآن الكريم أن نزول القرآن كان في هذا الشهر المبارك، حيث قال الله تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان” (البقرة: 185)، لذا، فإن تلاوة القرآن في رمضان لها فضل عظيم، والختم في هذا الشهر يعد من الأهداف التي يسعى إليها المسلمون في كل عام.
يقال في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” (رواه الترمذي). وعليه، فإن ختم القرآن في رمضان يعد فرصة عظيمة لزيادة الحسنات، وتحقيق الأجر والثواب من الله.
كيف يمكن ختم القرآن الكريم في رمضان؟
إن إتمام ختم القرآن الكريم في شهر رمضان ليس أمرًا مستحيلاً، بل هو أمر يمكن تحقيقة إذا تم التخطيط الجيد والتنظيم للوقت، فإليك بعض الطرق التي تساعد المسلم على ختم القرآن الكريم في رمضان:
الالتزام بجدول قراءة يومي
من أهم الخطوات التي تساعد على ختم القرآن الكريم في رمضان هي وضع جدول قراءة يومي يحدد كمية الآيات التي يجب قراءتها كل يوم. إذا كان الهدف هو ختم القرآن في 30 يومًا، فيجب تقسيم القرآن على مدار الشهر بحيث يتم قراءته بشكل منتظم. وبما أن القرآن يتألف من 604 صفحات تقريبًا، فإن قراءة حوالي 20 صفحة يوميًا ستمكن المسلم من ختم القرآن الكريم في الشهر.
نصائح لقراءة القرآن يوميًا
- تحديد وقت محدد: من الأفضل تخصيص وقت محدد في اليوم لقراءة القرآن، مثل بعد صلاة الفجر أو قبل النوم.
- القراءة بعد الصلاة: يمكن قراءة جزء من القرآن بعد أداء كل صلاة، مما يجعل الوقت بين الصلوات فرصة للمراجعة أو التلاوة.
- التقليل من الانشغالات: يمكن أن تساهم تقليل الانشغال بالمشاهد الترفيهية أو الأنشطة غير الضرورية في توفير وقت أكبر للقراءة.
استغلال الأوقات الفائتة
من أهم العوامل التي تساعد على قراءة القرآن في رمضان هي استغلال الأوقات التي يمكن أن تضيع في الأنشطة اليومية. يمكن أن تجد الفرص في أوقات الانتظار أو التنقل. على سبيل المثال، يمكن للمسلم استخدام وقت الانتظار في المواصلات العامة أو أثناء التنقل بين الأماكن لقراءة بعض الآيات. كما يمكن الاستفادة من الوقت بعد صلاة التراويح أو في ساعات السحر، عندما يكون الإنسان في أفضل حالاته الروحية والنفسية.
الاستماع للقرآن
إن الاستماع إلى القرآن الكريم أيضًا يعد وسيلة فعالة تساعد المسلم على ختم القرآن في رمضان. يمكن تحميل تطبيقات القرآن الكريم على الهاتف المحمول أو الاستماع إلى التلاوات من خلال الإنترنت. هذا يمكن أن يكون مفيدًا أثناء القيام بأعمال منزلية أو في أثناء القيادة أو التنقل، مما يعين المسلم على الإكثار من تلاوة القرآن في أوقات غير محددة.
المشاركة في حلقات تلاوة القرآن
يمكن للمسلم الانضمام إلى حلقات تلاوة القرآن في المساجد أو مع الأصدقاء والعائلة. هذه الجلسات يمكن أن تكون فرصة رائعة لتشجيع المسلم على تلاوة القرآن مع الآخرين. قد تشعر الحوافز الاجتماعية والدينية بالمسؤولية الإضافية لقراءته، مما يزيد من فرص إتمام الختمة.
تحديد أهداف يومية للمراجعة
إضافة إلى قراءة القرآن الكريم، يمكن تحديد وقت يومي لمراجعة ما تم حفظه أو قراءته. وهذه المراجعة تسهم في تثبيت المعلومات في الذاكرة، وتقوي العلاقة بالقرآن الكريم. بعض الأشخاص يفضلون حفظ بعض الآيات أو السور الصغيرة أثناء شهر رمضان، بحيث يتجمع لديهم الحفظ والمراجعة على حد سواء.
القراءة بتدبر وتفكر
على الرغم من أن الهدف الأساسي هو ختم القرآن، يجب أن يكون المسلم حريصًا على فهم معاني الآيات التي يقرأها. التدبر في معاني القرآن الكريم يعين المسلم على أن يستفيد من التلاوة أكثر ويشعر بالارتباط الروحي العميق مع القرآن. إذا كانت القراءة تتم بسرعة فقط من أجل إتمام الختم، فقد يفقد المسلم الفائدة الروحية التي تتحقق من التدبر والتفكر.
تخصيص وقت للقراءة في الليل
إن صلاة التراويح في رمضان تكون فرصة جيدة لتحفيز النفس على القراءة. إذا كان الشخص يذهب إلى المسجد ويصلي التراويح، يمكن أن يخصص وقتًا قبل التراويح أو بعدها لقراءة القرآن. كما أن القيام بتخصيص وقت بعد السحور في ليالي رمضان هو وقت مثالي أيضًا، حيث يكون الصائم في حالة من الراحة النفسية والهدوء، مما يجعله أكثر قدرة على التلاوة والتفكر في معاني القرآن.
مشاركة الختم مع العائلة
يعد إشراك العائلة في تلاوة القرآن في رمضان أمرًا إيجابيًا للغاية، خصوصًا في العائلة التي تتعاون على أداء العبادات. يمكن تنظيم جلسات عائلية يومية لتلاوة القرآن الكريم، حيث يشارك الكل في قراءة أجزاء من القرآن، مما يعزز الروح الجماعية ويزيد من تشجيع الجميع على إتمام الختمة.
الاستعانة بالتكنولوجيا
يمكن الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية والكتب الإلكترونية التي توفر النصوص القرآنية. هذه الأدوات تساعد على تنظيم الوقت ومتابعة التقدم في قراءة القرآن بشكل يومي، كما أن بعض التطبيقات تتيح ميزة التلاوة بصوت القارئ وتوزيع الأجزاء اليومية بسهولة.
النية الصافية والإخلاص
لا يمكن لأي عمل أن يكون مثمرًا إلا إذا كان صاحبه يعمل به بنية صافية ومخلصة. النية هي أساس الأعمال، وإذا كان الهدف من قراءة القرآن هو التقرب إلى الله، فإن ذلك سيكون له أثر عظيم في الحياة الروحية للشخص، وسيسهل عليه متابعة قراءته في رمضان.