كيف تؤثر سماعات إلغاء الضوضاء على سمعنا؟ الخبراء يكشفون المخاطر

ارتفعت شعبية سماعات إلغاء الضوضاء بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث يشتريها الكثيرون لحجب الأصوات المحيطية المزعجة وتعزيز التركيز، لكن، حذر الأطباء والخبراء من أن الاستخدام المفرط لهذه السماعات قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على السمع، بل ويمكن أن يسبب مشاكل عصبية في معالجة الأصوات.
ويستعرض نيوز رووم للقراء والمتابعين، تأثيرات سماعات إلغاء الضوضاء على السمع، من خلال ما نشرته صحيفة dailymail البريطانية، من خلال التقرير التالي:-
تأثير سماعات إلغاء الضوضاء على السمع
تعمل سماعات إلغاء الضوضاء الحديثة مثل AirPods وغيرها على تقليل الضوضاء من خلال تقنية تلتقط الصوت المحيط وتولد موجات صوتية معاكسة لإلغائها.
وهذه التقنية تساهم في توفير بيئة هادئة، مما يسمح للمستخدمين بالتركيز على الموسيقى أو المكالمات دون تشويش، لكن الخبراء يحذرون من أن الاعتماد المفرط على هذه السماعات قد يعيد “توصيل” دماغنا بطريقة تؤثر على قدرتنا على معالجة الأصوات بشكل طبيعي.
وبدأت تظهر حالات من اضطراب المعالجة السمعية (APD) لدى الشباب، حيث يصبح من الصعب عليهم التمييز بين الأصوات في بيئات صاخبة، مثل الفصول الدراسية.
ويعتقد الخبراء أن سماعات إلغاء الضوضاء قد تساهم في هذه المشكلة، حيث تمنع الدماغ من تطوير مهاراته في معالجة الأصوات.
تقول كلير بنتون، نائبة رئيس الأكاديمية البريطانية لعلم السمع، إن الدماغ لا يطور قدرته على معالجة الأصوات بشكل كامل حتى أواخر سن المراهقة، مما يعني أن استخدام سماعات الرأس في تلك الفترة يمكن أن يؤخر هذا التطور الطبيعي.
كما أن دراسة حديثة أظهرت أن الأشخاص الذين يستخدمون سماعات إلغاء الضوضاء بشكل مفرط، خصوصًا في سن مبكرة، قد يواجهون صعوبة في التمييز بين الأصوات المختلفة، هذا يشبه إلى حد كبير تدريب العضلات: إذا توقفت عن استخدامها، تبدأ في الضعف، في هذه الحالة، إذا لم يتم تحفيز المسارات العصبية السمعية بشكل مستمر، فإنها تصبح أقل فعالية.
ورغم ذلك، يشير الخبراء إلى أن سماعات إلغاء الضوضاء ليست ضارة بشكل تلقائي، شريطة استخدامها باعتدال، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالحد من استخدام سماعات الرأس لأكثر من 40 ساعة في الأسبوع مع ضبط مستوى الصوت على 80 ديسيبل أو أقل، كما يمكن أن تكون سماعات إلغاء الضوضاء مفيدة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التركيز في البيئات الصاخبة.
ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد عليها لحماية السمع في بيئات شديدة الضوضاء مثل الحفلات الموسيقية، في هذه الحالات، يوصي الخبراء باستخدام سدادات الأذن الرغوية أو السماعات المصممة خصيصًا لتصفية الصوت الضار بدون التأثير على التجربة السمعية.
وعلى الرغم من التطورات المستمرة في تكنولوجيا إلغاء الضوضاء، يشدد الخبراء على أهمية الاعتدال في استخدامها والوعي بالمخاطر المحتملة على السمع، إذا شعر أي شخص أنه يعاني من مشاكل في السمع، يجب عليه استشارة طبيب متخصص لتقييم حالته.