على امتداد 10 كيلو متر.. اكتشاف شبكة كهوف عملاقة تحت غابة بريطانية

كهوف عملاقة تم الكشف عنها مؤخرًا تحت غابة دين البريطانية، في اكتشاف وصفته صحيفة "التايمز" بأنه أحد أعظم إنجازات استكشاف الكهوف في المملكة المتحدة خلال العقود الأخيرة. يمتد هذا النظام الكهفي الجديد لأكثر من 10 كيلومترات تحت سطح الأرض في مقاطعة غلوسترشير، وقد جاء الاكتشاف بعد اختراق نقطة صخرية ظلت مغلقة منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
اكتشاف كهوف عملاقة في بريطانيا
اكتشاف كهوف عملاقة مثل هذه لم تأتِ إلى النور إلا بعد سنوات طويلة من الجهد والعمل المضني بقيادة الفيزيائي المتقاعد تيم نيكولز، البالغ من العمر 60 عامًا، برفقة مجموعة من مستكشفي الكهوف الهواة، من بينهم دان ساندفورد، ريتشارد نيوهاوس، ومات جونز. تعود بداية القصة إلى عام 1990 عندما لاحظ مستكشف محلي يُدعى بول تايلور وجود مجرى مائي صغير ينبع من الصخور في الغابة، ما أثار فضوله لاستكشافه بناءً على أسطورة محلية تتحدث عن ممرات خفية تحت الأرض.

كهوف عملاقة كهذه لا تُميزها فقط المساحات الواسعة والممرات الطويلة، بل أيضًا ما تحتويه من كنوز علمية وطبيعية فريدة، تشمل بلورات جبسية نادرة، وتكوينات طينية تعود للعصر الجليدي، إلى جانب أحافير لأسماك قرش قديمة ومرجان وأمونيتات تُظهر مدى تنوع الحياة في العصور السحيقة. كل هذه المؤشرات جعلت من هذا الاكتشاف محط اهتمام علماء الجيولوجيا والباحثين في علم الأحياء القديمة.

في أغسطس من العام الماضي، تمكن الفريق من تجاوز حاجز صخري ظل لسنوات يُعتقد أنه غير قابل للاختراق، ليجدوا خلفه كهوفًا عملاقة شاهقة الارتفاع تصل إلى ما يعادل أربعة طوابق، بداخلها صخور ضخمة تعادل حجم المنازل. هذا الإنجاز فتح الباب أمام المزيد من الاستكشافات، إذ يعتقد الفريق أن هذه الشبكة قد تكون متصلة بنظام كهوفي آخر قريب، مما قد يرفع طول الكهوف المكتشفة إلى نحو 35 كيلومترًا.

كهوف عملاقة مثل هذه لا تُستكشف بسهولة، فهي تتطلب مستوى عالٍ من اللياقة البدنية والخبرة في التعامل مع البيئات الخطرة، حيث يمكن أن تتحول أي إصابة بسيطة إلى خطر حقيقي على الحياة. ويواصل الفريق حاليًا استكشاف الممرات الجديدة كل أسبوع، كما صرح نيكولز: "نكتشف طريقًا جديدًا في كل مرة ندخل فيها... وهذا ما يجعل هذه المغامرة لا تنتهي".