الحج 2025.. لماذا توجد مواقع خاصة للإحرام وسبب تسميتها بـ «المواقيت»؟

تقترب شعائر الحج 2025، ويكثر معها البحث عن المناسك والأسرار المتعلقة بألفاظ الحج ومواقيته، حيث سائل يقول: لماذا توجد مواقع خاصة للإحرام وسبب تسميتها بـ «المواقيت»؟

لماذا توجد مواقع خاصة للإحرام وسبب تسميتها بـ «المواقيت»؟
المواقيت هي الأماكن التي حدَّدَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال (وقَّتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهلِ المدينةِ ذا الحُلَيفةِ، ولأهلِ الشامِ الجُحْفَةَ، ولأهلِ نجْدٍ قرنَ المنازلِ، ولأهلِ اليمنِ يَلَمْلَمَ. قال: فهُنَّ لهنَّ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهنَّ ممن أراد الحجَّ والعمرةَ، فمن كان دونهنَّ فمن أَهلِه، وكذا فكذلك، حتى أهلُ مكةَ يُهلِّون منها) أخرجه البخاري ومسلم.
ومن تعظيم الله تعالى لبيته الحرام وشعائر الحج والعمرة، ولأنه -سبحانه وتعالى- جعل مكة المكرمة حصناً، والحرم حِمَى، فقد وقّت على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- أماكن معلومة قبل الوصول إلى مكة، لا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلّا بالإحرام تعظيماً لله تعالى ولبيته الحرام.
من تلك المواقيت تبدأ التلبية قبل الوصول إلى جَنَبات الحرم، قال -صلى الله عليه وسلم- بعد أن حددها: (هُن لهُنّ ولمنْ أتى عليهنَّ منْ غير أهلهن مِمّنْ أراد الحج والعمرة). وتختلف هذه المواقع في بُعدها وقربها من مكة حسب جهة القدوم. ويجب على الحاج والمعتمر الذي يَسكُن بعد تلك المواقيت أن يُحرِم منها أو مما يُحاذيها ويوازيها من طريقه، سواء كانت المحاذاة من الطائرة أو من طريق البر.
المواقيت الزمانية
المواقيت الزمنية بحسب وزارة الحج السعودية هي: مواقيت زمانية محددة للحج جعلها الله عزوجل، وذكرت في قوله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ معْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الْحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ﴾، وهي ثلاثة: شهر شوال، وذو القعدة، والعشر الأولى من ذي الحجة. أما العمرة فليس لها زمن معين، ويصحّ أداؤها على مدار العام.

المواقيت المكانية
وفي شأن المواقيت المكانية جعل الله سبحانه وتعالى مواقيتاً مكانية لأهل البلاد الإسلامية، حددها رسوله -صلى الله عليه وسلم. ويجب على كل حاج أن يُحرم من الميقات الذي يمرّ به في طريقه. وعند وصوله إلى ميقات بلده يجب عليه التوقف كي يُحرِم، إذ يحرُم عليه تجاوز الميقات دون إحرام. فإن تجاوزه وجب الرجوع إليه، وإن أحرم بعده فعليه الفدية.
عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم (وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشّامِ: الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ، وقال: هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ).
ذو الحُلَيْفة: ميقات أهل المدينة ومَن في طريقهم، وهو يَبعُد (420) كلم عن مكّة، ويسمى كذلك أبيار علي
الجُحْفة: ميقات أهل الشام ومن في طريقهم، وهو يَبعُد (187) كلم عن مكّة، ويُحْرِم الناس اليوم من رابغ التي تبعد عن مكة (204) كلم.
قرن المنازل: ميقات أهل نجد ومَن في طريقهم، وهو يَبعُد (94) كلم عن مكّة، ويسمى كذلك السيل الكبير
يَلَمْلَمُ: ميقات أهل اليمن ومَن في طريقهم، وهو يَبعُد (115) كلم عن مكّة، ويسمى كذلك السعدية
ذات عِرْق: ميقات أهل العراق ومَن في طريقهم، وهو يَبعُد (92) كلم عن مكّة.
مواقيت الإحرام حسب مكان الإقامة
تختلف مواقيت الحجاج والمعتمرين باختلاف مكان الإقامة الذي يقدُمون منه، وباختلاف النُسُك الذي يقصدونه، على النحو التالي:
من كان في مكّة: يُحْرِم للعُمرة من أقرب مكان خارج الحرم؛ مثل مسجد أم المؤمنين عائشة في التنعيم. ويُحْرِم للحجّ من مكانه.
من كان مكانه بين مكّة والميقات: يُحْرِم من مكانه للحجّ والعُمرة، مثل أهل جدة.
من كان مكانه بعد الميقات: يَلزَمه الإحرام من المواقيت الخمسة أو ما يُحاذيها للحجّ والعمرة، سواء كان بالطائرة أو من طريق البر، ولا يتجاوزها دون إحرام.
أنواع النُّسُك
للحج ثلاثة أنساك تختلف فيما بينها اختلافات يسيرة. وكلها أنساك صحيحة عظيمة الأجر إن شاء الله، وقد أقرّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وهي:
التمتُع: وهو أنْ يقدُم المسلم إلى الحج، فيُحرِم بالعمرة في أشهر الحج، ويأتي بعمرة كاملة، ثم يحِلُّ من إحرامه، وفي يوم الثامن من ذي الحجة يُحْرِم بالحج فيأتي بجميع أفعال الحج ومنها طواف الإفاضة وسعي الحج، ويكون عليه هدي.
الإفراد: وهو أن يُحْرِم المسلم بالحج فقط: فإذا قَدِمَ إلى مكة قبل اليوم الثامن فإنه يطوف للقدوم، ثم يُقدّم سعي الحج بعده، ولا يَحِلُّ من إحرامه، ثم يأتي بباقي أفعال الحج ومنها طواف الإفاضة، إلّا سعي الحج فقد قَدّمَهُ مع طوافه الأول. وإن قَدِمَ إلى منى أو عرفة مباشرةً، أو لم يدركه الوقت لطواف القدوم، فعليه أن يسعى سعي الحج بعد طواف الإفاضة.
القِران: وهو أن ينوي المسلم الحج والعمرة معاً، فيَقْرِنُ في طوافه وسعيه بين الحج والعمرة، وصِفَته مثل الإفراد تماماً إلّا أنّ عليه الهدي.