«سيلفي الكعبة».. الإفتاء تكشف الحكم الشرعي للتصوير أثناء الطواف| فيديو

في ظل التطورات التكنولوجية وسلوكيات بعض الحجاج والمعتمرين، سلطت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الضوء على مسألة باتت شائعة خلال أداء مناسك العمرة أو الحج، وهي التقاط الصور السيلفي أثناء الطواف حول الكعبة المشرفة.
وخلال لقائها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" المذاع على قناة الناس، أوضحت الدكتورة هبة إبراهيم أن الانشغال بالتصوير السيلفي أثناء الطواف أمر غير مستحب شرعًا، لما له من تأثير سلبي على روحانية العبادة ووقار الموقف.
الطواف عبادة لا يجوز بالتصوير السيلفي
أكدت الدكتورة هبة إبراهيم أن الطواف حول الكعبة يعد عبادة عظيمة، بل هو في حكم الصلاة من حيث الخشوع والوقار، ويجب على المسلم أن يكون حاضر القلب في كل خطوة يخطوها حول البيت العتيق، قائلة: "من غير المنطقي أن أترك الذكر والدعاء والخشوع، لألتقط صورة سيلفي أو أُجري مكالمة... ده وقت بيني وبين ربنا، مش للهو أو التفاخر."
التصوير قد يُضعف الخشوع
وأشارت الدكتورة هبة إبراهيم إلى أن الانشغال بالتقاط الصور السيلفي، خلال الطواف قد يؤدي إلى فقدان التركيز والانغماس في الدعاء والذكر، مما يُفقد الحاج أو المعتمر السكينة والرهبة التي تميز هذا الركن من أركان المناسك.
وأضافت الدكتورة هبة إبراهيم: "الطواف لحظة روحانية لا تتكرر بسهولة، وخسارتها لصورة سيلفي قد لا تعني شيئًا بعد أيام... خلي طوافك كله لله."
متى يمكن التقاط الصور سيلفي دون مخالفة؟
وبينت الدكتورة هبة إبراهيم أن التقاط الصور سيلفي بحد ذاته ليس حرامًا، إنما التوقيت هو ما يصنع الفرق، موضحة أن التصوير يمكن أن يتم بعد إتمام المناسك، وفي أوقات لا تؤثر على أداء العبادة أو خشوع القلب.
وقالت: "أنا مش بقول ما تتصورش سيلفي خالص، لكن خليه بعد ما تخلص نسكك، وقتها هتكون ريحت قلبك ورضيت ربك."
كما شددت الدكتورة هبة إبراهيم على ضرورة تعظيم شعائر الله واحترام قدسية الكعبة المشرفة، خاصة أن المسلم في هذا الموقف يكون في حضرة جلال رباني عظيم، قائلة: "أنا رايحة أطوف حوالين بيت ربنا، أدعي وأستغفر، مش رايحة أعمل جلسة تصوير، ده مكان مهيب له رهبة وسكينة لازم أستشعرهم."

جاءت تصريحات الدكتورة هبة إبراهيم كرسالة توجيهية إلى كل مسلم مقبل على أداء مناسك العمرة أو الحج، تدعوه إلى التفرغ التام لعبادته وعدم التلهي بمظاهر قد تُفقده أجرًا عظيمًا وفرصة روحانية نادرة.
وأكدت أن استحضار نية التعبد والتقدير لمقام الكعبة المشرفة هو جوهر الرحلة الإيمانية، داعية الجميع إلى تحقيق التوازن بين التوثيق والتفرغ للعبادة بما لا يخل بقدسية المكان والزمان.