تفاصيل مثيرة عن عملية نقل أرشيف إيلي كوهين.. مروحية في السويداء ومحادثات سرية

كشفت تقارير عبرية عن واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية إثارة للجدل خلال السنوات الأخيرة، تمثلت في نقل آلاف الوثائق السرية المرتبطة بالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من الأراضي السورية إلى إسرائيل، وسط تسريبات تشير إلى تنسيق عالي المستوى بين دمشق وتل أبيب، في ظل وساطة تركية نشطة.
مروحية في قلب السويداء
في الثاني من مايو الجاري، هبطت مروحية عسكرية في محافظة السويداء جنوب سوريا، أثار وجودها آنذاك تكهنات متباينة في الشارع السوري والإسرائيلي على حد سواء. فبينما تداول البعض أن الطائرة جاءت لنقل مساعدات غذائية أو أسلحة إلى السكان الدروز، تحدث آخرون عن احتمال تهريب زعيم ديني بارز إلى إسرائيل. غير أن الحقيقة، كما كشفها مصدر سوري لموقع i24NEWS، كانت مختلفة تمامًا: المروحية كانت في مهمة سرية لنقل أرشيف إيلي كوهين.
وبحسب المصدر، فإن العملية تمت بـ"موافقة الحكومة السورية وبتوجيه مباشر من الرئيس أحمد الشرع"، كإشارة رمزية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، فيما تم اختيار السويداء تحديدًا لتفادي الطيران فوق الأراضي الأردنية أو اللبنانية، في ظل حساسية الأجواء الإقليمية.
استعادة الأرشيف بعد ستة عقود
في 18 مايو، أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي رسميًا عن نجاحه في استعادة الأرشيف السوري الخاص بإيلي كوهين، عبر عملية سرية بالتعاون مع جهاز استخبارات "صديق". ووصف البيان الخطوة بأنها "إغلاق لدائرة مؤلمة استمرت نحو 60 عامًا"، في إشارة إلى إعدام كوهين في دمشق عام 1965 بعد أن تم كشف نشاطه التجسسي داخل دوائر الحكم السورية.
وكان كوهين قد لعب دورًا محوريًا في تزويد إسرائيل بمعلومات دقيقة عن الجيش السوري، مما ساهم في ترجيح كفة تل أبيب في حرب يونيو 1967. وتُعد استعادة أرشيفه خطوة ذات رمزية أمنية وتاريخية كبيرة لدى صانعي القرار في إسرائيل.
قناة خلفية بين دمشق وتل أبيب
بحسب تقرير i24NEWS، فإن العملية تزامنت مع محادثات غير معلنة جرت في أذربيجان، بمشاركة مسؤولين سوريين وإسرائيليين سابقين، وبرعاية تركية. وتُعد هذه اللقاءات، إذا ما تأكدت، مؤشراً على وجود خطوط تواصل خلفية بين الجانبين، قد تكون مرتبطة بملفات إنسانية وأمنية تتجاوز ملف إيلي كوهين.
وأكدت القناة أن أحد قادة القوات المسلحة السورية هو من أشرف على تسليم الأرشيف، ما يعكس مستوى التنسيق العالي الذي حظيت به العملية، رغم غياب أي إعلان رسمي من الجانب السوري حتى الآن.