عاجل

أرشيف إيلي كوهين

أرشيف إيلي كوهين السري.. عُثر عليه قرب قصر الأسد وتركيا متورطة بنقله

أرشيف إيلي كوهين
أرشيف إيلي كوهين السري بقصر الأسد

في الذكرى الستين لإعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين في دمشق، أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي عن عملية سرية لاستعادة أرشيف ضخم من الآراضي السورية.
 

ويتضمن الأرشيف قرابة 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية تتعلق بنشاط كوهين الاستخباراتي في سوريا، في خطوة وُصفت بأنها غير روتينية، وقد تثير تداعيات إقليمية ودبلوماسية لافتة.

عُثر على أرشيف إيلي كوهين السري بقصر الأسد

وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت آحرونوت الإسرائيلية نقلًا عن مصادر إعلامية، فإن الأرشيف عُثر عليه في موقع قريب جدًا من مقر إقامة الرئيس السوري السابق بشار الأسد وتحديدًا داخل أرشيف "مكتب الأمن الوطني السوري"، الذي كان يرأسه سابقًا رجل الاستخبارات البارز علي مملوك. 

<span style=
عُثر على أرشيف إيلي كوهين السري بقصر الأسد

ويُشار إلى أن الموقع ظل بمنأى عن التدمير أو النهب خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية، على عكس مواقع أمنية عديدة أخرى.
 

وأثارت طريقة نقل الأرشيف إلى إسرائيل الكثير من التكهنات، حيث أفادت المصادر بأن الوثائق لم تصل عبر قنوات استخباراتية معتادة، ما دفع إلى ترجيح فرضية تسريب متعمد. 

هل تركيا متورطة بنقل أرشيف إيلي كوهين

وفي هذا السياق، رجحت الصحيفة احتمال أن تكون الاستخبارات التركية قد لعبت دورًا في إيصال المواد، وذلك في إطار اتصالات هادئة تجري خلف الكواليس بين أنقرة وتل أبيب، لاسيما حول الملفات المتعلقة بسوريا.

وفي حديث لموقع "Ynet"، أعربت صوفي بن دور، ابنة إيلي كوهين، عن أملها في أن تحتوي المواد المستعادة على أدلة يمكن أن تقود إلى تحديد مكان دفن والدها في سوريا. 

وقالت: "آمل حقًا أن تكشف هذه الوثائق عن خيوط أو أسماء أشخاص قد يعرفون مكان دفن والدي. المشكلة هي أننا لا نملك دليلًا حاسمًا حتى الآن، وهناك الكثير ممن يدّعون المعرفة لتحقيق مكاسب شخصية أو رغبة في التورط في القصة".

وأوضحت بن دور أن العائلة حاولت، خلال السنوات الماضية، الوصول إلى الرئيس السوري بشار الأسد من خلال شخصيات قريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها لم تحقق نتائج ملموسة. وقالت: "علاقتنا ببوتين ضعفت في السنوات الأخيرة. لكني ما زلت آمل أن تساعدنا وساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في فتح هذا الملف، أو أن يتدخل بوتين للتحدث مع الأسد".

<span style=
عُثر على أرشيف إيلي كوهين السري بقصر الأسد

لقاء أرملة إيلي كوهين ونتنياهو

وتزامن إعلان الموساد عن العملية المعقدة التي أفضت إلى استعادة الأرشيف، مع لقاء جمع أرملة كوهين، نادية، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومدير الموساد ديفيد برنياع. 

وكشفت بن دور أن والدتها عادت من اللقاء وهي تحمل معلومات عن طبيعة المواد التي تم استرجاعها، بما في ذلك النسخة الأصلية من وصية كوهين التي كتبها قبل ساعات من إعدامه عام 1965، والتي كانت متداولة سابقًا بنسخ غير مؤكدة.

وقالت بن دور إنها ستقرأ الوثائق المسترجعة "بإجلال" لفهم ما مر به والدها، مشيرة إلى أن "هذه المواد تسلط الضوء على جانبين من حياة إيلي كوهين: الجانب الشخصي كأب وزوج، والجانب الوطني المرتبط بخدمته في سبيل أمن إسرائيل". ووصفت الوثائق بأنها "جزء جديد من الحقيقة التي لم تكن معروفة".

ويكشف الأرشيف الذي استعادته إسرائيل عن مواد غير منشورة سابقًا، جُمعت بواسطة المخابرات السورية عقب اعتقال كوهين في يناير 1965، وتتضمن تسجيلات صوتية، وملفات تحقيق مفصلة، وصورًا من فترة نشاطه التجسسي، ورسائل مكتوبة بخط يده لعائلته، بالإضافة إلى مقتنيات صودرت من منزله في دمشق.

<span style=
عُثر على أرشيف إيلي كوهين السري بقصر الأسد

محتويات الأرشيف

ومن أبرز محتويات الأرشيف، ملف سميك يحمل عنوان "نادية كوهين"، يتضمن وثائق حول جهود زوجة كوهين في السعي لإطلاق سراحه، بما في ذلك رسائل بعثت بها إلى زعماء دوليين وإلى الرئيس السوري تطلب فيه الرأفة والإفراج عن زوجها.

ويتضمن الأرشيف أيضًا رسائل شخصية مؤثرة كتبها كوهين من زنزانته، أبرزها رسالة وداع موجهة إلى زوجته نادية، كتبها باللغة العربية قبل محاكمته. جاء في الرسالة:

"إلى زوجتي نادية وعائلتي العزيزة، أكتب لكم كلماتي الأخيرة وأطلب منكم أن تبقوا على تواصل دائم. أطلب منكِ المغفرة يا نادية. اعتني بنفسكِ وبأطفالكِ. احرصي على حصولهم على تعليم كامل. لا تحرمي نفسكِ ولا أطفالكِ من أي شيء، وحافظي دائمًا على تواصل مع عائلتي. يمكنكِ الزواج مرة أخرى، حتى لا يكبر الأطفال بدون أب. أدعوكِ بكل سرور أن تفعلي ذلك. من فضلكِ لا تضيعي وقتكِ في البكاء على ما فات، وانظري دائمًا إلى المستقبل".

واختتم الرسالة قائلاً:
"هذه هي القبلات الأخيرة التي أرسلها إليكم، إلى صوفي، إلى إيريس، إلى شاول، وإلى جميع عائلتنا - وخاصةً والدتي أوديت وعائلتها، وموريس وعائلته، وعزرا وعائلته، وألبرت وعائلته. ولا تنسوا عائلتكم العزيزة - أرسلوا لهم تحياتي الأخيرة وكل أمنياتي. ولا تنسوا الدعاء لي ولوالدي. إليكم جميعًا - قبلاتي الأخيرة ووداعي".

ويُتوقع أن يشكل هذا الأرشيف كنزًا استخباراتيًا وتاريخيًا مهمًا لإسرائيل، وسط آمال متجددة في الكشف عن موقع دفن كوهين، وإغلاق واحد من أكثر الملفات حساسية في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية.

تم نسخ الرابط