الجيش السوداني يتقدم نحو «بارا».. معركة مفصلية في شمال كردفان ضد الدعم السريع

كشفت مصادر عسكرية سودانية عن تحرك واسع النطاق للقوات المسلحة السودانية نحو مدينة "بارا"، الواقعة جنوب مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. وتُعد "بارا" أحد أبرز مراكز تجمع قوات "الدعم السريع" في الولاية، خاصة بعد انضمام وحدات منسحبة من جنوب أم درمان إليها، عقب العمليات التي شهدتها الخرطوم مؤخرًا.
التحرك العسكري يتم عبر محوري الطريق القومي والصحراء، ما يشير إلى تصميم واضح من قيادة الجيش على استعادة مناطق استراتيجية تمثل ثقلًا ميدانيًا لقوات "الدعم السريع".
استعدادات موازية نحو "النهود" و"الدلنج"
إلى جانب جبهة "بارا"، أكملت القوات المسلحة استعداداتها للتقدم نحو مدينة النهود في ولاية غرب كردفان. كما تشهد منطقة الدلنج في جنوب كردفان محاولات مكثفة لفك الحصار المفروض عليها منذ عامين، في عملية عسكرية تقودها وحدات "متحرك الصياد" بالتنسيق مع اللواء 54 مشاة داخل المدينة.
وبحسب اللواء عبدالعزيز إبراهيم، قائد الفرقة العاشرة مشاة في أبو جبيهة، فإن الجيش السوداني "مصمم على استعادة جميع المناطق التي خرجت عن سيطرته"، مؤكدًا أن العمليات الحالية تمثل جزءًا من خطة شاملة لاستعادة الأمن والاستقرار في الإقليم.
انتصارات ميدانية جديدة
في تطور ميداني آخر، استعادت القوات السودانية السيطرة على منطقة أم لبانة في محيط مدينة الخوي، ما مهد الطريق أمام انطلاق عمليات جديدة باتجاه مدينة النهود. كما تمكنت القوات من استعادة عدد من القرى في محيط منطقة الدبيبات، وتتقدم حاليًا نحو مدينة أبوزبد، ما يعزز من نطاق التحركات المتزامنة في ولايات كردفان الثلاث.
وتشير التحركات إلى تحول تكتيكي شامل في استراتيجية الجيش السوداني، يقوم على فتح أكثر من جبهة بالتوازي، لتشتيت قدرات "الدعم السريع" وتضييق الخناق على معاقلها في الإقليم.
التوازن العسكري في كردفان
تشير التحركات العسكرية الأخيرة إلى أن إقليم كردفان بات محورًا رئيسيًا في المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن ظلت المعارك مركزة في العاصمة والولايات القريبة منها خلال الأشهر الماضية. وتكشف مصادر ميدانية أن طبيعة التضاريس في كردفان، الممتدة بين السهول والجبال، تمنح الأفضلية للقوات التي تملك قدرة عالية على التنقل السريع والتنسيق اللوجستي، وهو ما يسعى الجيش السوداني لتعزيزه من خلال الدفع بقوات مشتركة من عدة تشكيلات نظامية.