انهيار مبانٍ وصواعق برق تودي بأرواح مدنيين
14 قتيلاً ومئات الجرحى وأضرار واسعة.. عاصفة تضرب باكستان بعد موجة حر شديدة

ضربت عواصف عاتية مناطق واسعة في وسط وشمال باكستان، عقب موجة حر شديدة شهدتها البلاد، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، وسط أضرار مادية جسيمة طالت الممتلكات والبنى التحتية.
ووفقًا لما أعلنته السلطات المحلية، اجتاحت رياح قوية مصحوبة بالرعد والبرق ولايتي البنجاب الشرقية وخيبر بختونخوا الشمالية الغربية، فضلاً عن العاصمة إسلام آباد، حيث تسببت في اقتلاع الأشجار وسقوط أعمدة الكهرباء وانهيار جدران وأسقف منازل.
مأساة بفعل الطقس.. ضحايا من مختلف الأعمار
قال مظهر حسين، المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث في إقليم البنجاب، إن غالبية الضحايا سقطوا بسبب انهيار منشآت سكنية، فيما توفي شخصان بعدما صدمتهما ألواح شمسية اقتلعتها الرياح، وقُتل رجل وأصيب آخرون جراء صواعق برق.
وأكد حسين أن العواصف القوية كانت نتيجة مباشرة للارتفاع الكبير في درجات الحرارة، والتي تجاوزت 45 درجة مئوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى أن "كثافة الغبار المصاحب للعاصفة كانت عالية جدًا، لدرجة أن الرؤية تدهورت بشكل كبير في مناطق واسعة".
تعطيل المدارس وتحذيرات من عواصف مرتقبة
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية - وصلت إلى 46.5 درجة مئوية في بعض مناطق البنجاب - أعلنت السلطات في إقليمي البنجاب وبلوشستان عن عطلة صيفية مبكرة للمدارس، كإجراء وقائي لحماية الطلاب من المخاطر الصحية المرتبطة بالحر.
في السياق ذاته، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية مزيدًا من العواصف خلال يوم الأحد، داعية المواطنين إلى تجنب الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، وتوخي الحذر عند التنقل.
التغير المناخي.. تهديد يتفاقم
وتتزايد المخاوف من أن تؤدي التغيرات المناخية المتسارعة إلى تكرار هذه الظواهر الجوية العنيفة في جنوب آسيا، لاسيما في دول مثل باكستان التي تعد من بين الأكثر عرضة للكوارث المناخية.
وفي أبريل ومايو الماضيين، شهدت العاصمة إسلام آباد عواصف نادرة خلفت أضرارًا بالغة في المركبات والمنازل والألواح الشمسية، مما يعزز القلق بشأن استعداد البنية التحتية الباكستانية لمواجهة تحديات مناخية متزايدة.
وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة لمشاركة مقاطع فيديو توثق حجم الدمار الناجم عن العاصفة الأخيرة، وسط دعوات لمضاعفة الجهود الحكومية في مجالات الإنذار المبكر والتأهب للكوارث.