إسبانيا تؤكد موقفها الثابت: الاعتراف بالدولة الفلسطينية مفتاح السلام
في خطوة تؤكد التزام مدريد بمواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية، أعلن وزير الخارجية الإسباني أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في تصريح عاجل نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، يعكس تطورًا مهمًا في الموقف الأوروبي المتصاعد تجاه دعم الدولة الفلسطينية في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار الاحتلال.
دعم دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
تصريحات وزير الخارجية الإسباني تأتي في وقت تتزايد فيه الأصوات الدولية المطالبة بالتحرك الجاد للاعتراف بالدولة الفلسطينية كحق قانوني وتاريخي، وكجزء لا يتجزأ من الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ وبهذا التصريح، تنضم إسبانيا إلى قائمة الدول الأوروبية التي بدأت تعيد النظر في مقاربتها السياسية إزاء القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال وتوقف مسار التسوية السياسية.
ويؤكد مراقبون أن موقف وزير الخارجية الإسباني ممثلاً بلاده يمثل دعمًا معنويًا وسياسيًا كبيرًا للشعب الفلسطيني ودعمًا للدولة الفلسطينية، في وقت يواجه فيه تصعيدًا غير مسبوق في قطاع غزة، وتضييقًا متواصلًا في الضفة الغربية.
الاعتراف كخطوة نحو حل الدولتين
أوضح وزير الخارجية الإسباني أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجرد إجراء رمزي، بل هو خطوة سياسية ضرورية لدعم حل الدولتين، وهو الحل الذي يحظى بإجماع دولي باعتباره الطريق الواقعي لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
وأضاف وزير الخارجية الإسباني أن مواصلة تجاهل هذا الحق الفلسطيني المشروع يُعقّد فرص تحقيق السلاموإقامة الدولة الفلسطينية، ويمنح غطاءً ضمنيًا للسياسات التوسعية الإسرائيلية، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون ضمان العدالة للفلسطينيين وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة.
تغير في المزاج الأوروبي
تأتي هذه التصريحات في سياق تغير واضح في المزاج السياسي الأوروبي، حيث بدأت بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك أيرلندا والنرويج وبلجيكا، تتخذ خطوات مماثلة تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو على الأقل مناقشة هذا الخيار داخل أروقتها السياسية والبرلمانية.
ويعزو خبراء هذا التحول إلى فشل جهود الوساطة السابقة، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى مشاهد الدمار والمعاناة الإنسانية التي تنقلها وسائل الإعلام من غزة بشكل يومي.
دعوات دولية لوقف العدوان
في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية واستمرار الحصار المفروض على غزة، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العدوان وفتح قنوات حقيقية لتحقيق تسوية شاملة. ويمثل موقف إسبانيا رسالة قوية للمجتمع الدولي، بضرورة اتخاذ مواقف جادة، وعدم الاكتفاء بالتنديد دون إجراءات ملموسة.
وتتجه الأنظار إلى الدول الأوروبية الكبرى الأخرى، لمعرفة ما إذا كانت ستحذو حذو مدريد، وتدفع باتجاه اعتراف شامل بدولة فلسطين، ما من شأنه أن يشكل ضغطًا سياسيًا ودبلوماسيًا على إسرائيل لإعادة الانخراط في عملية سلام حقيقية.
