الهلال الأحمر: معاناة إنسانية في غزة بسبب حصار الاحتلال وقلة المساعدات

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتردي الأوضاع المعيشية والإنسانية في قطاع غزة، حذر رائد النمس، مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، من تدهور ومأساة إنسانية تتفاقم في غزة، كما تشهد تفاقم في الأوضاع الصحية والإغاثية داخل القطاع من قله المساعدات الإنسانية.
وأكد رائد النمس، خلال مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" أن إدخال المساعدات الإنسانية لا يزال يتم وفق سياسة "التقطير" التي تنتهجها سلطات الاحتلال، رغم إعادة فتح المعابر بعد إغلاق دام لأكثر من 85 يومًا.
إدخال المساعدات .. تدهور ومأساة في غزة
أوضح رائد النمس أن ما يصل من المساعدات الإنسانية، حتى من خلال المنظمات الدولية، لا يرقى لتغطية الحد الأدنى من احتياجات السكان المتزايدة، مشيرًا إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة يوميًا لا يتجاوز 100 شاحنة، مقارنةً بأكثر من 500 شاحنة كانت تدخل قبل الحرب، مما يعكس حجم الأزمة التي يعيشها سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.
وأضاف رائد النمس أن هذا التراجع الحاد في إدخال المواد الأساسية ضمن المساعدات الإنسانية، بما فيها الغذاء والدواء والوقود، يزيد من معاناة المدنيين ويهدد حياة آلاف المرضى، مطالبًا بتحرك دولي جاد لوقف سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل بحق السكان.
انهيار النظام الصحي .. المساعدات الانسانية
وأكد رائد النمس أن الوضع الصحي في غزة بات على وشك الانهيار الكامل بدسبب نقص المساعدات الانسانية، مع خروج نحو 30 مستشفى و56 مركز رعاية أولية عن الخدمة، إما بسبب التدمير المباشر أو نفاد الموارد.
وفي مواجهة هذا الانهيار، عملت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني على إنشاء أربع مستشفيات ميدانية، إلى جانب 27 نقطة طبية منتشرة في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى تجهيز غرف عمليات متنقلة لدعم المستشفيات القليلة التي لا تزال تعملرغم نقس المساعدات الانسانية الطبية.
أزمة وقود تهدد بشلل تام
وأشار رائد النمس إلى أن المنظومة الصحية والإغاثية تعتمد بشكل كلي على توفر الوقود، الذي بات مخزونه محدودًا للغاية وقد ينفد في أي لحظة. هذا النقص الحاد يهدد بإيقاف كامل لجميع الخدمات الطبية والإنسانية، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى كل دعم ممكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وطالب رائد النمس السماح الفوري بإدخال الوقود والمساعدات الانسانية الطبية دون شروط أو قيود، محذرًا من كارثة إنسانية واسعة النطاق إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
حرمان آلاف الحالات من العلاج
كما أشار رائد النمس إلى أن إغلاق المعابر حال دون سفر أكثر من 14 ألف حالة مرضية حرجة لتلقي العلاج خارج غزة، بينهم مرضى سرطان وفشل كلوي، لا تتوفر لهم الرعاية الكافية داخل القطاع المحاصر. واصفًا ذلك بأنه انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.
وفيما يتعلق بصحة الأطفال، قال النمس إن الهلال الأحمر يعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على تنفيذ حملات تطعيم ضد أمراض خطيرة كشلل الأطفال، مشيرًا إلى تنفيذ أربع جولات سابقة، إلا أن بعض الأطفال، خاصة في شمال القطاع، لم يتمكنوا من الحصول على الجرعات الكاملة بسبب العمليات العسكرية أو نقص اللقاحات.

رسالة استغاثة من غزة
وسط التدهور الشامل في البنية التحتية والخدمات الطبية، يطلق الهلال الأحمر الفلسطيني نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر بشكل كامل، وإدخال المساعدات والوقود بشكل فوري، وإنهاء الحصار الذي يحوّل غزة إلى منطقة منكوبة.