سرطان عنق الرحم.. ما أسبابه وأعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

يُصنف سرطان عنق الرحم كأحد أخطر الأمراض التي تهدد صحة النساء، حيث يُعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء عالميًا، وفقًا لما ورد على موقع MedlinePlus التابع للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، إلا أن معدلات الإصابة به تختلف من دولة لأخرى، إذ تقل نسبته في الدول التي تعتمد برامج الكشف المبكر والتطعيمات الوقائية.
ما هو سرطان عنق الرحم؟
سرطان عنق الرحم هو نمو غير طبيعي للخلايا يحدث في عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل، ويبدأ عادة في الخلايا السطحية لعنق الرحم، وتحديدًا في نوعين من الخلايا: الحرشفية والعمودية، وفي الغالب، يتطور هذا السرطان ببطء، مما يمنح فرصة للكشف المبكر والعلاج قبل أن يتحول إلى مرحلة متقدمة.
كيف يتطور سرطان عنق الرحم؟
يبدأ المرض غالبًا بحالة تُعرف باسم "خلل التنسج"، وهي تغيّرات ما قبل سرطانية في خلايا عنق الرحم، يمكن اكتشاف هذا الخلل بسهولة من خلال اختبار عنق الرحم (Pap Smear)، وإذا عولج مبكرًا، فإن فرصة الشفاء منه قد تصل إلى 100%، لكن في حال الإهمال أو التأخر في التشخيص، يمكن أن يتطور هذا الخلل إلى سرطان عنق الرحم خلال عدة سنوات.
ما الأسباب الرئيسية لسرطان عنق الرحم؟
السبب الرئيسي لهذا النوع من السرطان هو الإصابة بـ فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو فيروس شائع ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. ويوجد أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس، إلا أن بعض السلالات عالية الخطورة منه (مثل HPV-16 وHPV-18) ترتبط بشكل مباشر بتطور السرطان.
وقد بيّنت الدراسات أن أغلب النساء المصابات بسرطان عنق الرحم لم يكنّ منتظمات في إجراء اختبارات الكشف المبكر أو لم يحصلن على لقاح HPV، أو تجاهلن نتائج الفحوصات غير الطبيعية.
ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة؟
هناك عدة عوامل قد تسهم في رفع احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم، منها:
- عدم تلقي لقاح فيروس HPV
- ممارسة الجنس في سن مبكرة
- تعدد الشركاء الجنسيين
- التدخين
- ضعف جهاز المناعة
- الإصابة السابقة بأمراض منقولة جنسيًا
- استخدام موانع الحمل الفموية لفترة طويلة دون متابعة طبية
ما أبرز أعراض سرطان عنق الرحم؟
غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، ولهذا يُعرف بسرطان "صامت"، لكن مع تطور المرض، قد تظهر بعض العلامات التحذيرية، منها:
- نزيف مهبلي غير طبيعي (خصوصًا بعد الجماع أو بين الدورات الشهرية)
- إفرازات مهبلية غير معتادة
- ألم في منطقة الحوض أو أثناء العلاقة الحميمة
- تغير في نمط الدورة الشهرية
كيف يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟
الوقاية ممكنة إلى حد كبير من خلال خطوات بسيطة لكنها فعّالة، أبرزها:
- التطعيم ضد فيروس HPV في سن مبكرة (عادة من عمر 9 إلى 26 سنة)
- إجراء فحوصات منتظمة لعنق الرحم (مثل Pap Smear وHPV Test)
- ممارسة الجنس الآمن
- تجنّب التدخين
- الاهتمام بالنظافة الشخصية والصحة العامة
رغم خطورة سرطان عنق الرحم، إلا أنه من أكثر أنواع السرطان القابلة للوقاية والاكتشاف المبكر. لذلك، فإن نشر الوعي الصحي، وتعزيز برامج الفحص الدوري، والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، قد تكون مفاتيح رئيسية لحماية حياة آلاف النساء حول العالم.