دوي انفجارات وعمود دخان في سماء المدينة
انفجارات قرب القاعدة البحرية في الحديدة تُربك الحوثيين وسط تكهنات باختراق أمني

شهدت مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، انفجارات عنيفة ومتتالية قرب القاعدة البحرية العسكرية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، ما أثار حالة من الهلع في صفوف السكان، وسط تكتّم حوثي على طبيعة الحادثة.
سُمع الانفجار الأول في منطقة الكثيب جنوب غرب ميناء الحديدة، أعقبه انفجارات متتالية وتصاعد كثيف للدخان، دون أي مؤشرات على تحليق طيران حربي في أجواء المدينة.
التفجيرات وقعت في مخازن أسلحة
ورجحت منصة "ديفانس لاين" المتخصصة في الشؤون الأمنية، أن تكون الانفجارات ناجمة عن تفجير مخازن أسلحة وذخائر تابعة للحوثيين داخل القاعدة البحرية، بما في ذلك صواريخ ومعدات بحرية تم توزيعها في مخابئ محصّنة على الساحل الغربي.
وكان ناشطون حوثيون قد زعموا أن الانفجارات تعود إلى "إتلاف مخلفات ومقذوفات العدوان"، إلا أن المصادر المحلية استبعدت ذلك بشكل قاطع، مشيرة إلى خطورة الموقع لقربه الشديد من الأحياء السكنية والتجارية.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام فقط من انفجارات مماثلة شمال شرق العاصمة صنعاء داخل منشأة عسكرية سرّية، كانت تستخدم لتخزين ذخائر الدفاع الجوي والوقود الصلب لصناعة الصواريخ، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وخسائر كبيرة في الممتلكات.
فشل متكرر في تأمين المنشآت العسكرية
تعكس هذه الحوادث المتكررة فشل الحوثي في تأمين منشآتها العسكرية الحساسة، خاصة في ظل لجوئها لتخزين الأسلحة وسط الأحياء السكنية والمرافق المدنية. ويرى مراقبون أن ذلك "يعكس استخفاف الجماعة بحياة المدنيين ومحاولتها إخفاء ترسانتها داخل المدن".
تساؤلات حول الجهات المنفذة
رغم غياب تبنٍّ رسمي لأي جهة، فإن التوقيت والموقع الحسّاس للانفجارات فتح الباب أمام تكهنات حول تورط أطراف دولية في عمليات استخباراتية دقيقة تستهدف مخازن الأسلحة والقيادات الميدانية الحوثية، خاصة بعد تصاعد التنسيق العسكري بين واشنطن وتل أبيب في البحر الأحمر.
تكثيف الضربات أم اختراق داخلي؟
في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الحوثي على تطورات الانفجارات الأخيرة، يُرجح مراقبون أن تكون الحوادث جزءًا من سلسلة عمليات نوعية تستهدف البنية التحتية العسكرية للجماعة، سواء عبر ضربات دقيقة لطائرات بدون طيار أو عبر عمليات تسلل وتخريب داخلية تنفذها عناصر مخترقة.
وتزامن الحادث في الحديدة مع تحركات مكثفة للحوثيين في مناطق الساحل الغربي والبحر الأحمر، ما يثير التساؤلات حول حجم الترسانة التي تُخزنها الجماعة في تلك المنطقة، واحتمالية استهدافها من قبل أطراف إقليمية أو دولية.