مستوطنون يهاجمون بلدة بروقين شمال الضفة ويضرمون النار في منازل الفلسطينيين

في تصعيد ميداني متجدد، هاجم مستوطنون إسرائيليون بلدة بروقين الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفاد به مراسل قناة "العربية".
وأشار المراسل إلى أن مجموعة من المستوطنين اقتحموا البلدة تحت حماية قوات الاحتلال، وأضرموا النيران في عدد من منازل المواطنين الفلسطينيين، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة، إلى جانب نشر الذعر بين السكان.
إصابات في صفوف الأهالي
وأسفر الاعتداء عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح متفاوتة، نتيجة تعرضهم للاعتداء المباشر من قبل المستوطنين، الذين استخدموا أدوات حادة وغاز الفلفل، وفق إفادات محلية.
كما سُجلت حالات اختناق جراء استنشاق الدخان الناتج عن إحراق المنازل، في ظل تأخر وصول سيارات الإطفاء والإسعاف الفلسطينية بسبب إغلاق الطرق من قبل قوات الاحتلال.
تصعيد ممنهج في الضفة
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الهجمات المتكررة التي يشنها المستوطنون على القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والميدانية منذ بداية العام الجاري.
ويُتهم الجيش الإسرائيلي بالتغاضي عن هذه الاعتداءات، بل وتوفير الغطاء الأمني للمستوطنين في كثير من الحالات، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين ويزيد من احتمالات الانفجار الشعبي في أي لحظة.
وتشهد الضفة الغربية، وخاصة في محيط نابلس وسلفيت، تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الاستيطان والاعتداءات الليلية، وسط غياب أي رادع دولي فعّال.
بروقين.. بلدة مستهدفة باستمرار
تُعد بلدة بروقين الواقعة غرب محافظة سلفيت من المناطق الفلسطينية التي تواجه ضغوطًا استيطانية متواصلة، حيث تحيط بها عدة مستوطنات إسرائيلية أبرزها "بركان" و"عالي زهاف"، ما يجعلها هدفًا متكررًا لهجمات المستوطنين.
وخلال الأشهر الماضية، سجلت البلدة انتهاكات متكررة شملت اقتلاع أشجار زيتون، محاولات استيلاء على أراضٍ زراعية، واعتداءات على الأهالي أثناء موسم الحصاد، في إطار ما وصفه مسؤولون فلسطينيون بأنه سياسة ممنهجة لتفريغ المناطق الريفية من سكانها الأصليين.
ضعف الحماية الدولية
تثير هذه الاعتداءات المتكررة تساؤلات حول فعالية الحماية الدولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، في ظل تقاعس سلطات الاحتلال عن محاسبة المستوطنين المتورطين، وغالبًا ما تُغلق الشرطة الإسرائيلية الملفات "ضد مجهول".
وتطالب مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية بآلية مراقبة ومساءلة دولية مستقلة، تضمن وقف اعتداءات المستوطنين، وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، خاصة في القرى المحاذية للمستوطنات.