بريطانيا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية

أعلنت الحكومة البريطانية، فرض مجموعة من العقوبات الجديدة ضد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، متهمةً إياهم بالضلوع في أعمال عنف وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.

وقالت الخارجية البريطانية إن هذه الإجراءات تأتي في إطار التزام المملكة المتحدة بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات، والسعي لحماية المدنيين الفلسطينيين من الاعتداءات التي تُمارَس في سياق التوتر المتزايد بالضفة الغربية.

هجوم عنيف

وكان من أبرز الأسماء التي شملتها العقوبات الناشطة الاستيطانية زوهار صباح، التي وُجهت إليها اتهامات من قبل مكتب المدعي العام الإسرائيلي في سبتمبر الماضي، على خلفية مشاركتها في هجوم عنيف استهدف فلسطينيين ونشطاء في قرية المعرجات، الواقعة في الضفة الغربية.

ووفقًا للبيان البريطاني، فإن زوهار صباح تورطت في التحريض على ارتكاب أعمال عدوانية وعنيفة ضد الفلسطينيين، إضافةً إلى دعمها والسماح بها، ما شكّل انتهاكًا مباشرًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

استهداف البؤر الاستيطانية 

وشملت العقوبات أيضًا مزرعة نيريا، وهي واحدة من البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، حيث تم فرض عقوبات على أفراد مقيمين فيها، بسبب تورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان ومشاركتهم في أعمال عنف ضد السكان الفلسطينيين.

كما فُرضت عقوبات على جماعة نخالة الاستيطانية، وهي مجموعة معروفة بنشاطها في تعزيز الاستيطان وتوسيع نفوذه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتورطت بحسب تقارير حقوقية في عدد من الحوادث العدائية تجاه المدنيين الفلسطينيين.

واستهدفت العقوبات البريطانية أيضًا القطاع الاقتصادي الداعم للاستيطان، حيث طالت شركة ليبي للإنشاءات والبنية التحتية المحدودة، التي تتهمها لندن بتوفير الدعم اللوجستي والتمويلي لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك بناء منشآت في بؤر استيطانية غير قانونية.

وتم إدراج هاريل ليبي، مدير الشركة، ضمن الأفراد الذين خضعوا للعقوبات، لدوره في دعم المشاريع الاستيطانية التي أسهمت في تقويض حقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

كما أدرجت بريطانيا اسم الناشطة الاستيطانية المعروفة دانييلا فايس، التي تُعد واحدة من أبرز وجوه الحركة الاستيطانية، وتورطت في أنشطة تهدف إلى ترسيخ الوجود الاستيطاني في مناطق حساسة من الضفة الغربية.

إضافةً إلى ذلك، طالت العقوبات مزرعة كوكو، وهي بؤرة استيطانية أخرى تشهد نشاطًا متزايدًا للمستوطنين في الآونة الأخيرة، واتُهم سكانها بالمشاركة في اعتداءات متكررة ضد الفلسطينيين.

خطوة سياسية تحمل رسائل واضحة

تأتي هذه الخطوة البريطانية في سياق تصاعد التوترات في الضفة الغربية، وسط تزايد التقارير حول تكرار اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية. وقال مسؤولون بريطانيون إن العقوبات تهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لن يغض الطرف عن مثل هذه الانتهاكات، مهما كانت هوية مرتكبيها.

وتعكس هذه الإجراءات موقفًا متشددًا من قبل لندن تجاه ممارسات الاستيطان غير القانونية، ودعمًا صريحًا لحماية المدنيين الفلسطينيين في ظل الأوضاع الميدانية المتدهورة.