عاجل

بريطانيا تشهد ارتفاعًا مقلقا للشباب غير الملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب

 واحد من كل ثمانية
واحد من كل ثمانية شباب في المملكة المتحدة الآن عاطلاً

كشفت أحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني عن ارتفاع مثير للقلق في عدد الشباب في المملكة المتحدة غير الملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب.

وفقا لتقرير صحيفة الجارديان، تم تصنيف نحو مليون فرد تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا - 987000 في المجموع - على أنهم غير ملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب في الربع الأخير من العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بـ 877000 في نفس الفترة من العام السابق.

تمثل هذه القفزة 13.4% من جميع الشباب في المملكة المتحدة، بزيادة قدرها 1.3 نقطة مئوية عن العام السابق. وتسلط البيانات الضوء على أن 14.4% من الشباب و12.3% من الشابات مصنفون الآن على أنهم غير ملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب، حيث تشهد كلتا المجموعتين زيادات كبيرة - 56000 شاب إضافي و53000 شابة إضافية.

القلق المتزايد بشأن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي

وأثارت هذه الأرقام المزعجة مخاوف بين صناع السياسات ومحللي سوق العمل. ووصف بول نوفاك الأمين العام لمؤتمر النقابات العمالية، الموقف بأنه "مروع"، مؤكداً على العواقب الطويلة الأجل المترتبة على البطالة وعدم النشاط بين الشباب. 

وقال نوفاك:" يستحق كل شاب بداية لائقة لحياته العملية .. والآن تعطي الحكومة الأولوية للتغيير بحق، ولكن مع وجود ما يقرب من مليون شاب خارج العمل أو التعليم، فإن الوضع صارخ".

من جهته فقد أعرب ستيفن إيفانز، الرئيس التنفيذي لمعهد التعلم والعمل، عن هذه المخاوف، محذراً من أن ارتفاع عدد الشباب خارج العمل أو التعليم أو التدريب "قد يشير إلى المزيد من المتاعب في المستقبل في غياب النمو الاقتصادي". 

وشدد على أهمية تنفيذ "ضمان الشباب"، الذي من شأنه أن يضمن حصول جميع الشباب على وظيفة أو تدريب أو تدريب مهني.

الآثار المترتبة على استراتيجيات التوظيف الحكومية

إن الزيادة الحادة في عدد الشباب خارج العمل أو التعليم أو التدريب المهني تشكل تحدياً كبيراً لجهود الحكومة لتعزيز مستويات التوظيف. 

وأشار بن هاريسون، مدير مؤسسة العمل بجامعة لانكستر، إلى أن معدل الشباب العاطلين عن العمل والدراسة والتدريب بلغ الآن أعلى مستوياته منذ عقد من الزمان. وأشار هاريسون إلى أن "الشباب هم الأكثر تضرراً بسبب انخفاض الوظائف الشاغرة وتباطؤ سوق العمل. 

هناك 110 آلاف شاب إضافي لا يتلقون تعليماً أو عملاً أو تدريباً مقارنة بالعام الماضي. وينبغي أن يكون هذا سبباً للقلق في خطة الحكومة لدفع نمو العمالة".

الحاجة إلى تدخل سياسي عاجل

تؤكد البيانات على الحاجة الملحة إلى استراتيجية شاملة لمعالجة البطالة بين الشباب وعدم نشاطهم. ويزعم الخبراء أن برامج التدريب عالية الجودة وفرص التدريب المهني وسياسات التوظيف القوية لابد وأن تكون لها الأولوية لمنع المزيد من الانتكاسات الاقتصادية للشباب.

وفي ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي وتباطؤ سوق العمل، فإن التحدي الذي تواجهه الحكومة واضح: فبدون تدخل حاسم، قد يكون لأزمة الشباب العاطلين عن العمل والدراسة والتدريب المتزايدة آثار طويلة الأمد على قوة العمل والاستقرار الاقتصادي في المملكة المتحدة.

تم نسخ الرابط