سيارة كهربائية أم عادية؟.. معركة المحرك والبطارية تحسمها الأولوية

مع تسارع التحولات في عالم النقل، ووسط دعوات عالمية لخفض الانبعاثات الكربونية، تتصدر السيارات الكهربائية المشهد بوصفها مستقبل التنقل الذكي. لكن في المقابل، لا تزال السيارات التقليدية – أو ما تُعرف بالسيارات العادية التي تعمل بالبنزين أو الديزل – تفرض وجودها في الأسواق بقوة. وبين هذين الاتجاهين، يقف المستهلك حائرًا: أيهما أفضل؟
السعر المعادلة الصعبة
في تصريحات لعدد من وكلاء السيارات وخبراء الصناعة، أكدوا أن السيارات الكهربائية لا تزال أعلى سعرًا عند الشراء، مقارنة بنظيرتها التقليدية، وذلك بسبب تكلفة البطاريات والتكنولوجيا المتقدمة المستخدمة فيها. إلا أن المفاجأة تكمن في انخفاض تكلفة التشغيل، حيث يصل فرق السعر في كل 100 كيلومتر إلى نحو 60% لصالح السيارة الكهربائية.
الأعطال والصيانة
يشير المهندس كريم فؤاد، خبير صيانة السيارات، إلى أن السيارات الكهربائية تتفوق بوضوح في جانب قلة الأعطال وسهولة الصيانة، حيث لا تحتوي على أجزاء متحركة كثيرة، ولا تحتاج إلى تغيير زيت أو فلاتر. وعلى الجانب الآخر، تفرض السيارات التقليدية التزامًا دوريًا بالصيانة، وبتكاليف ترتفع مع الزمن.
تلوث الهواء
الخبيرة البيئية د. شيماء عبد الرازق، أكدت في تصريحات خاصة أن السيارات الكهربائية تُعد خيارًا استراتيجيًا للمدن الكبرى، حيث تسهم في تقليل التلوث الهوائي وتخفيف الضوضاء. لكنها نبهت إلى أن تصنيع البطاريات يستهلك موارد كبيرة، ما يضع تحديًا بيئيًا آخر يجب مراعاته.
محدودية السير
ورغم مزايا السيارة الكهربائية، إلا أن الكثيرين يتخوفون من محدودية مدى السير لكل شحنة، والذي يتراوح بين 200 إلى 500 كيلومتر، بحسب الموديل. كما أن نقص محطات الشحن في بعض الدول، ومنها مصر، يمثل عائقًا أمام انتشارها.
في المقابل، تتمتع السيارات التقليدية بانتشار واسع لمحطات التزود بالوقود، ما يجعلها أكثر عملية في التنقلات الطويلة.
القرار للمستهلك
وفي ختام التقرير، يُجمع خبراء السيارات أن القرار في النهاية يرتبط بـأسلوب حياة المستخدم، ومدى قدرته على التعامل مع التكنولوجيا الجديدة. فيما يرى البعض أن التحول إلى السيارات الكهربائية يجب أن يكون تدريجيًا، بالتوازي مع تطوير البنية التحتية، وتقديم حوافز حكومية لتشجيع الصناعة.