سجن «السلطان سليمان».. خالد أرغنتش يُدان بشهادة زور بقضية سياسية مثيرة للجدل

في تطور مفاجئ هز الأوساط الفنية والإعلامية التركية، قضت محكمة تركية بسجن الممثل الشهير خالد أرغنتش، المعروف عربيًا بتجسيده شخصية "السلطان سليمان" في المسلسل التاريخي "حريم السلطان"، لمدة عام وعشرة أشهر و15 يومًا، وذلك بعد إدانته بتهمة الإدلاء بشهادة زور في قضية ذات أبعاد سياسية حساسة.

تعود تفاصيل القضية إلى بداية العام الجاري، حين تم استدعاء أرغنتش وزميله الممثل رضا كوجا أوغلو للإدلاء بشهادتيهما في تحقيقات تتعلق بوكيلة أعمالهما السابقة عائشة باريم، التي اعتُقلت بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة التركية، على خلفية اتهامها بدعم وتنسيق احتجاجات "غيزي بارك" الشهيرة التي اندلعت عام 2013 في إسطنبول.

وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عن النيابة العامة في إسطنبول، فإن أرغنتش وكوجا أوغلو قدما شهادات أمام المحكمة وصفت بأنها "كاذبة"، بهدف تبرئة وكيلة أعمالهما من التهم الموجهة إليها، وهو ما دفع الادعاء إلى المطالبة بسجنهما لمدة تصل إلى أربع سنوات بموجب تهمة شهادة الزور.

وأصدرت المحكمة حكمًا نهائيًا بحق خالد أرغنتش بالسجن لمدة عام و10 أشهر و15 يومًا، بتهمة تقديم شهادة مزيفة خلال سير التحقيقات، فيما حُكم على الممثل رضا كوجا أوغلو أيضًا بالسجن مع وقف التنفيذ لأكثر من عام، إلا أن المحكمة قررت تعليق تنفيذ الأحكام، على أن تُفعل في حال ارتكب أي من المتهمين جريمة أخرى مستقبلاً.

 القضية قيد المراجعة

من ناحية أخرى، كشفت إحدى الصحفيات التركيات أن الحكم الصادر لم يتم النطق النهائي به حتى الآن، حيث لا تزال القضية قيد المراجعة، مما يعني أن أرغنتش لا يزال طليقًا حتى إشعار آخر.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث يعيش الوسط الفني التركي حالة من القلق والترقب، خاصة وأن القضية تمس عددًا من الأسماء المعروفة التي كانت على علاقة مهنية بعائشة باريم، والتي أُسندت إليها سابقًا مهمة إدارة أعمال عدة نجوم بارزين، وقدمت دعمًا لوجستيًا لإنتاج أعمال فنية لصالح شركتها التي أصبحت الآن تحت المراقبة القانونية.

ويُشار إلى أن احتجاجات حديقة غيزي التي اندلعت عام 2013 بدأت بمظاهرات سلمية ضد مشروع تطوير الحديقة، إلا أنها تحولت لاحقًا إلى حركة احتجاجية واسعة ضد الحكومة، واتُهم عدد من الشخصيات العامة بدعمها، ما أدى إلى ملاحقات قضائية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

هذا الحكم يُعد سابقة في سجل خالد أرغنتش الفني، الذي عرف بمواقفه الهادئة وابتعاده عن القضايا المثيرة للجدل، مما يجعل تداعيات هذه القضية محط اهتمام كبير من قبل جمهوره داخل تركيا وخارجها، خصوصًا في العالم العربي حيث يحظى بشعبية واسعة منذ نجاحه في تجسيد شخصية السلطان سليمان.