عاجل

قبل بدئه بيومين.. كل ما تود معرفته عن صيام الأطفال خلال شهر رمضان

صيام رمضان
صيام رمضان

قالت الدكتورة ميار سباق، أخصائي تعديل السلوك والتربية الإيجابية، إن شهر رمضان يعتبر من أقدس الشهور في الإسلام، حيث يتجمع المسلمون في جميع أنحاء العالم لصيام الشهر الكريم، الذي يتضمن الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، وعادةً ما يرتبط صيام رمضان بالكبار البالغين، إلا أن الأطفال أيضًا قد يشاركون في هذه العبادة بنسب متفاوتة حسب أعمارهم وقدرتهم على التحمل.

صيام الأطفال خلال شهر رمضان

وأضافت الكتورة ميار سباق، في تصريحات لـ نيوز رووم، أنه من الممكن أن يبدأ الأطفال في صيام رمضان في سن مبكرة، حيث يحرصون على المشاركة في هذا التقليد الديني والاجتماعي، ولكن يجب أن يكون ذلك وفقًا لاحتياجاتهم البدنية والنفسية، قد يختلف استعداد الطفل للصيام بناءً على عمره، صحته، وفهمه للأهمية الدينية للصيام، وفي هذا السياق، يجب على الأسرة والآباء توفير التوجيه المناسب والدعم النفسي والجسدي لضمان أن تكون هذه التجربة مفيدة وصحية للطفل، وأن يتم التعامل معها بحذر واهتمام.

ويُعد الصيام للأطفال في رمضان فرصة لتنمية الوعي الديني وتعليمهم مبادئ الصبر والتحمل، بالإضافة إلى تعزيز العادات الصحية والتقاليد الثقافية، وفي الوقت نفسه، يظل من المهم الانتباه إلى احتياجاتهم الجسدية والنفسية خلال هذا الشهر الفضيل، لضمان أن تكون تجربتهم صحية وآمنة.

ما العمر المناسب الذي يجب على الأطفال الصيام فيه وهل يتم تدريبهم قبله أم لا؟

ليس هناك سن محدد في الإسلام لبدء صيام الأطفال، ولكن بشكل عام، يُعتبر أن الأطفال يبدأون في الصيام بشكل تدريجي عندما يبلغون سن 7 سنوات تقريبًا، حيث يُمكن تدريبهم على الصيام جزئيًا وتدريجيًا، عند بلوغ الطفل سن 10 سنوات.

ويمكن أن يُطلب منه إتمام الصيام كاملًا إذا كان قادرًا على تحمله من الناحية الجسدية والنفسية، أما عند بلوغ سن البلوغ (الذي يختلف بين الذكور والإناث، عادةً في سن 12-15 عامًا)، يُصبح الصيام فرضًا على الطفل كما هو الحال مع البالغين.

هل يتم تدريب الأطفال على الصيام قبل ذلك؟

نعم، من المفضل أن يتم تدريب الأطفال على الصيام بشكل تدريجي قبل أن يُطلب منهم الصيام الكامل، عملية التدريب تبدأ عادة في سن 7 إلى 9 سنوات، ويشمل ذلك عدة مراحل، مثل:

تدريب جزئي: يمكن للأطفال الصيام لمدة ساعات معينة من اليوم أو صيام جزء من الأيام في بداية شهر رمضان، مع الأخذ في الاعتبار قدرتهم الجسدية.

تعليم مفاهيم الصيام: يجب تعليم الطفل معنى الصيام وفوائده الروحية والدينية، وتوضيح أهمية الصبر والتحمل خلال الشهر الفضيل.

تشجيع تدريجي: يمكن تشجيع الطفل على إتمام الصيام خلال ساعات النهار كجزء من عملية التدرج، مع مراعاة إعطائه فترات راحة.

مراقبة الحالة الصحية: يجب على الوالدين التأكد من أن الطفل لا يعاني من أي مشاكل صحية أثناء الصيام، إذا لاحظوا أي علامات من التعب الشديد أو الجفاف أو انخفاض الطاقة، يجب إنهاء الصيام.

الهدف من التدريب المبكر: تعليم الطفل الصبر والانضباط: يساعد التدريب على بناء عادات روحانية وصحية، ويعلم الطفل قيمة الصبر والانضباط.

تعزيز الوعي الديني: مع مرور الوقت، يبدأ الطفل في فهم أهمية الصيام كعبادة والهدف من الصيام.

التهيئة النفسية: مع التدريب المسبق، يصبح الصيام جزءًا من حياة الطفل، مما يسهل عليه التأقلم مع الفروض عند بلوغه سن البلوغ.

من المهم أن يتم التعامل مع موضوع صيام الأطفال بحذر وتفهُّم، مع مراعاة ظروف كل طفل وقدراته البدنية والنفسية.

ما هي أجمل العادات المرتبطة بالصيام التي يجب تعليمها للأطفال؟

تعليم الأطفال العادات الجميلة المرتبطة بالصيام في رمضان له تأثير كبير على تنمية شخصياتهم الروحية والاجتماعية، إليك بعض العادات الجميلة التي يمكن تعليمها للأطفال خلال شهر رمضان:

النية الصافية قبل الصيام

من الجميل أن يتعلم الأطفال أن النية هي أساس العبادة. يمكن تشجيعهم على نية الصيام لمرضاة الله، وجعل ذلك عادة مستمرة حتى في أوقاتهم اليومية.

الصدقة والمساعدة

يعلم رمضان الأطفال أهمية العطاء والمساعدة للآخرين. يمكن للأطفال التفاعل مع عائلاتهم في جمع التبرعات أو مساعدة المحتاجين، مما يعزز قيم التعاون والتعاطف.

قراءة القرآن

تشجيع الأطفال على قراءة القرآن بانتظام خلال رمضان يساعدهم على تعزيز علاقتهم بالله،  يمكن تحفيزهم على قراءة جزء صغير يوميًا، وتحفيزهم بتوزيع الجوائز البسيطة لإتمام القراءة.

التراويح والمشاركة في الصلاة

إشراك الأطفال في أداء صلاة التراويح (حسب قدرتهم) يساهم في تربيتهم على العبادة الجماعية. يمكن للأطفال أن يرافقوا والديهم إلى المسجد للصلاة في جو روحاني مشترك.

صحة الفطور والسحور

تعليم الأطفال أهمية تناول الطعام الصحي في الإفطار والسحور أمر أساسي، يمكن تحفيزهم على تناول الأطعمة المغذية مثل الفواكه، الخضروات، والأطعمة التي توفر طاقة مستدامة خلال اليوم.

التحلي بالصبر

من خلال الصيام الجزئي أو الجزئي (إن كانوا صغارًا)، يتعلم الأطفال الصبر والتحمل، يمكن تعزيز هذه القيمة من خلال تشجيعهم على عدم التذمر أو الشعور بالجوع بسرعة، بل الصبر حتى موعد الإفطار.

الإحسان إلى الوالدين

رمضان هو وقت مثالي لتعليم الأطفال أهمية بر الوالدين، يمكن تشجيعهم على مساعدتهما في الأعمال المنزلية أو الدعاء لهما، وهو يرسخ فيهم قيمة الاحترام والتقدير.

الاستفادة من الوقت في العبادة

يمكن تعليم الأطفال كيف يستغلون وقتهم في رمضان بأفضل الطرق، بدلًا من قضاء الوقت في اللعب أو مشاهدة التلفاز، يمكنهم الاستفادة في تعلم شيء جديد عن الدين أو في تأدية الأعمال الطيبة.

التواضع وتجنب السلوكيات السلبية

رمضان هو فرصة لتعليم الأطفال كيفية التواضع وعدم التفاخر. يمكن تحفيزهم على الامتناع عن السلوكيات السلبية مثل الجدال أو الغضب، وتعليمهم كيف يكونون أكثر تسامحًا.

الاحتفال بعيد الفطر بفرح مع العائلة والمجتمع

في نهاية شهر رمضان، يمكن تعليم الأطفال أن عيد الفطر ليس مجرد مناسبة لتبادل الهدايا والطعام، بل هو يوم للفرح وشكر الله على إتمام عبادة الصيام.

تعليم هذه العادات للأطفال في رمضان يعزز لديهم القيم الدينية والاجتماعية، ويجعلهم يشعرون بجمال وروحانية الشهر الفضيل.

تم نسخ الرابط