مكالمات هاتفية تبث الرعب في قلوب الإسرائيليين
«مكالمات هاتفية من الأسر» تثير رعب الإسرائيليين.. فهل تمارس حماس حرب نفسية؟

على مدار الليل من الجمعة إلى صباح اليوم السبت، وردت مكالمات هاتفية بثت الرعب في قلوب الإسرائيليين ضجت على إثرها مواقع الإنترنت في إسرائيل بمنشورات تفيد بتلقي عدد كبير من المواطنين مكالمات هاتفية غريبة ومفجعة.
ووفقًا لما أفادت به صحيفة معاريف الإسرائيلية، المكالمة الهاتفية عبارة عن اتصال من أرقام إسرائيلية يُزعم أنها تعود لمختطفين يطالبون بالمساعدة، فيما تُسمع أصوات انفجارات وصراخ في الخلفية.
«مكالمات هاتفية من الأسر» تثير رعب الإسرائيليين
في إحدى المنشورات التي انتشرت بشكل واسع، كتب شخص: "تلقيت اتصالًا في الساعة الواحدة صباحًا من رقم إسرائيلي، وسمعت صوت قنابل وصفارات إنذار، وكأن هناك تسجيلًا لشخص يُفترض أنه مختطف يتوسل إلينا لإطلاق سراحه، ويقول إن وقته قد انتهى ويطلب المساعدة من شعب إسرائيل. وهذه بالتأكيد رسالة مسجلة، ولا أظن أن من هناك خاطف حقيقي، لكني أريد الإبلاغ عنها للشرطة أو ما شابه، فكيف أفعل ذلك؟".
وأضاف صاحب المنشور أنه اتصل على الفور برقم الطوارئ 100، حيث أخبره المسؤولون بوجود العديد من البلاغات المماثلة التي وصلت في نفس الوقت، ولم تُعرف حتى الآن طبيعة هذه المكالمات أو مصدرها، متمنيًا أن يتم حل الأمر سريعًا. وفي تعليقات أخرى، أفاد العديد من الأشخاص بتلقيهم مكالمات مشابهة.

هيئة عائلات المختطفين الإسرائيليين
ردًا على هذه التقارير، أصدرت هيئة عائلات المختطفين بيانًا أكدت فيه ورود مكالمات من أرقام مجهولة تتضمن تسجيلات صوتية لمختطفين يصرخون رعبًا على وقع قصف جيش الدفاع الإسرائيلي، وهي مقتطفات مأخوذة من فيديوهات نشرتها حركة حماس سابقًا.
وشددت الهيئة على أن هذه المكالمات والتسجيلات ليست من طرفها، ولا تهدف إلى المطالبة بعودة المختطفين، مشيرة إلى دعم الشعب الإسرائيلي الكامل لعودة جميع المختطفين وإنهاء الحرب.
وأضاف البيان: "لقد حان الوقت لأن تستجيب الحكومة لإرادة الشعب وتعيد جميع المختطفين دفعة واحدة. 596 يومًا والمختطفون يصرخون".
المديرية الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل
من جانبها، أصدرت المديرية الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل تحذيرًا رسميًا قالت فيه إن البلاغات العديدة التي تلقتها بشأن المكالمات الهاتفية المسجلة التي تتضمن رسائل تخويف وأصوات انفجارات وصراخ في الخلفية، تمثل محاولات واضحة لإثارة الذعر بين المواطنين.
وأكدت المديرية أن مجرد استقبال هذه المكالمات لا يسبب ضررًا لأجهزة الهواتف، لكن نصحت بعدم الرد عليها وحظر الأرقام التي أُرسلت منها فورًا، والتي حددتها بالأرقام التالية: 079-9444000، 074-7375311، و072-2604986.
والجدير بالذكر أن التسجيلات المستخدمة في هذه المكالمات مأخوذة من فيديو دعائي نشرته حركة حماس في مايو الماضي يظهر فيه الرهينتان يوسف حاييم أوهانا وإلكانا بوهبوت. وفي الفيديو، يظهر أوهانا جالسًا بجانب بوهبوت المستلقي على فراش، وهو يتحدث قائلًا: "ماذا سيحدث عندما لن أتمكن قريبًا من التواجد بالقرب منه وسيبقى وحيدًا؟".
من جهته، أصدر منتدى الرهائن وعائلات المفقودين بيانًا أوضح فيه أن أعضائه تلقوا أيضًا الرسائل الصوتية، ونفى المنتدى مسؤوليته عن هذه التسجيلات أو المكالمات.

منذ عملية اختطاف 251 رهينة في 7 أكتوبر 2023، دأبت حركة حماس على نشر مقاطع فيديو للأسرى كجزء من دعاية وحرب نفسية على إسرائيل. ومن بين المختطفين بوهبوت وأوهانا، اللذين تم اختطافهما أثناء مهرجان سوبرنوفا عندما كانا يحاولان مساعدة الجرحى.
حاليًا، تحتجز الجماعات في قطاع غزة 58 رهينة، من بينهم 57 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في أكتوبر 2023. ومن بين هؤلاء، هناك جثث ما لا يقل عن 35 شخصًا أكدت إسرائيل مقتلهم، بينما يُعتقد أن حوالي 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة. كما أبدى مسؤولون إسرائيليون قلقهم البالغ على سلامة ثلاثة رهائن آخرين.
وقد أفرجت حماس عن 30 رهينة شملت 20 مدنيًا إسرائيليًا، وخمسة جنود، وخمسة مواطنين تايلنديين، بالإضافة إلى جثث ثمانية أسرى إسرائيليين قُتلوا خلال فترة وقف إطلاق النار بين يناير ومارس 2024. وأفرجت الحركة عن رهينة أمريكي-إسرائيلي مزدوج الجنسية في مايو كلفتة للولايات المتحدة.
كما أفرجت عن 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في نوفمبر 2023، وأفرجت عن أربعة رهائن في الأسابيع الأولى من الحرب.