دراسة جديدة: الذكاء الاصطناعي أثبت أنه بشريًا بنسبه 73%

المحتويات
الذكاء الاصطناعي بات حديث الساعة مجددًا، بعدما أظهرت دراسة جديدة أن أحد روبوتات المحادثة المتقدمة – وهو نموذج GPT-4.5 من شركة OpenAI – اجتاز اختبار تورينج بنسبة تفوق 70%، ما أثار موجة من التساؤلات حول معنى الذكاء الحقيقي في زمن تحاكي فيه الآلات قدرات البشر بدقة متزايدة.
اختبار تورينج، الذي يُعد منذ عام 1950 المعيار الأشهر للحكم على ما إذا كانت الآلة الذكاء الاصطناعي قادرة على التفكير، لم يعد يحظى بإجماع في الأوساط الأكاديمية، فالدراسة التي أجريت في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ونُشرت بشكل أولي دون مراجعة أقران، أظهرت أن نموذج GPT-4.5 تم اعتباره بشريًا من قِبل المشاركين في التجربة بنسبة 73%.
تفاصيل الدراسة: كيف تم الاختبار؟
خضع أربعة نماذج لغوية ضخمة لاختبار تورينج: ELIZA، وGPT-4o، وLLaMa-3.1، وGPT-4.5. طُلب من 284 مشاركًا التفاعل مع "شاهدين" – أحدهما بشري والآخر روبوت ذكاء اصطناعي – عبر شاشة منقسمة، مدة المحادثة خمس دقائق، بعد ذلك، كان عليهم تحديد من هو الإنسان ومن هو الروبوت.
النتائج كانت مفاجئة: GPT-4.5 خدع أغلب المشاركين، بينما فشل النموذجان الأقدم (ELIZA وGPT-4o) في ذلك، بنسبة نجاح لم تتجاوز 23%.
ماذا يعني اختبار تورينج؟ وهل ما زال صالحًا؟
اختبار تورينج، الذي قدمه العالم الإنجليزي آلان تورينج، كان يهدف للإجابة على سؤال "هل تستطيع الآلات التفكير؟"، لكن الاعتراضات على هذا الاختبار لم تهدأ طوال العقود الماضية.
من أبرز الانتقادات:
أنه يقيس السلوك وليس التفكير الحقيقي.
أن الدماغ البشري لا يمكن اختزاله في آلة ميكانيكية.
أن الآلة قد تصل إلى استنتاجات بطريقة تختلف تمامًا عن الإنسان.
أن الاعتماد على محادثة واحدة فقط لا يكفي لقياس الذكاء.

هل GPT-4.5 "ذكي" حقًا؟
الإجابة ليست بهذه البساطة، في حين نجح GPT-4.5 في إقناع المشاركين بأنه إنسان، إلا أن الباحثين أكدوا أن ذلك لا يعني امتلاكه للذكاء البشري، بل هو مجرد محاكاة ذكية للسلوك الإنساني من الذكاء الاصطناعي .
حتى ظروف الدراسة نفسها لم تكن مثالية، فمدة المحادثة القصيرة، وعدم وضوح طبيعة الشخصيات التي تبناها الشهود البشريون، تطرح تساؤلات حول دقة النتائج.
خلاصة الأمر: بين الذكاء والمحاكاة
روبوتات الدردشة من الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4.5 قد تُقنع البعض بأنها بشر، لكن هذا لا يعني أنها تفكر مثلهم، الذكاء الاصطناعي يقترب من حدود جديدة، لكن السؤال الأصعب يبقى: هل نحاكي الذكاء أم نمتلكه فعلاً؟