عاجل

في اليوم العالمي للفصام.. ماذا تعرف عن المرض الغامض؟

الفصام
الفصام

اليوم العالمي للفصام الذي يُصادف 24 مايو من كل عام، يمثل دعوة مفتوحة لفهم أعمق لأحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على حياة الأفراد. 

يُعد الفصام اضطرابًا عقليًا مزمنًا يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه، مما يخلق انفصالًا عن الواقع، هذا اليوم فرصة لرفع مستوى الوعي المجتمعي، وكسر الوصمة المرتبطة بالمرض، ودعم المرضى وأسرهم الذين يواجهون تحديات يومية كبيرة.

أسباب الفصام

اليوم العالمي للفصام يُركز على إلقاء الضوء على أسبابه المتعددة، والتي لا تزال محل بحث وتفسير، فالعلماء يعتقدون أن الفصام ناتج عن تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية وكيميائية في الدماغ. التاريخ العائلي للمرض، والتعرض للضغوط النفسية الشديدة أو العدوى الفيروسية في فترة الطفولة، وتعاطي المخدرات – خاصة في سن المراهقة – كلها قد تكون من العوامل المؤهبة. 

وأظهرت الدراسات أن اضطراب التوازن في بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين يلعب دورًا كبيرًا في ظهور الأعراض، حسب موقع National Today 

أعراض الفصام

اليوم العالمي للفصام يشجع أيضًا على فهم الأعراض المتنوعة التي قد يعاني منها المرضى، والتي تظهر غالبًا في أواخر سن المراهقة أو بداية العشرينات. وتشمل هذه الأعراض الهلاوس (غالبًا ما تكون سمعية)، الأوهام (كأن يعتقد الشخص أن الآخرين يتآمرون عليه)، اضطرابات التفكير والكلام، تبلد المشاعر، وضعف في التحفيز، وانسحاب اجتماعي. تختلف حدة هذه الأعراض من شخص لآخر، وقد تتطور تدريجيًا أو تظهر فجأة. التغيرات المفاجئة في الشخصية أو الأداء الوظيفي قد تكون أولى العلامات على بداية المرض. 

اليوم العالمي للفصام يسلط الضوء كذلك على أهمية الدعم والعلاج. رغم أن الفصام لا يُشفى تمامًا، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في حياة المرضى. يشمل العلاج مزيجًا من الأدوية المضادة للذهان، والعلاج النفسي، والدعم المجتمعي والتعليمي والمهني. كما يُعد إشراك العائلة وتثقيفها حول المرض أمرًا جوهريًا، لأن الدعم الأسري يمكن أن يقلل من حالات الانتكاس ويُعزز الاستقرار النفسي. 

اليوم العالمي للفصام لا يقتصر فقط على التوعية، بل هو تذكير إنساني بأهمية الاحتواء. المصابون بالفصام ليسوا "مجانين" أو خطرين كما تصورهم بعض الصور النمطية، بل هم أشخاص يعانون من حالة طبية تستحق التفهم والرعاية. ولعل أعظم ما يمكن أن يقدمه المجتمع لهؤلاء هو بيئة متقبلة، وعلاج فعّال، وأملٌ في التعافي.

تم نسخ الرابط