سلاحف بألوان الجمال.. اكتشف روعة هذه الكائنات فى يومها العالمي

اليوم العالمي للسلاحف، الذي يُحتفل به في 23 مايو من كل عام، هو مناسبة فريدة للاحتفاء بإحدى أقدم الكائنات على كوكب الأرض. تعيش السلاحف منذ أكثر من 200 مليون سنة، وقد شهدت تحولات كوكبنا من عصور الديناصورات حتى يومنا هذا. وبرغم هدوئها وبطئها، فهي تحمل في مظهرها وسلوكها الكثير من الدروس عن الصبر، والحكمة، والانسياب الطبيعي مع الحياة.
ألوان السلاحف
تعد ألوان السلاحف وأنواعها من أكثر الأشياء التي تجذب الانتباه، إذ تتنوع بين ما يعيش في المياه العذبة، والسلاحف البحرية، وسلاحف اليابسة، ولكل منها طابع خاص وألوان مدهشة.
اليوم العالمي يلفت أنظارنا إلى روعة الألوان التي تزين أصداف هذه الكائنات. من بين الأنواع اللافتة، تبرز السلحفاة "النجمية" السريلانكية، ذات النقوش الذهبية التي تلمع فوق أرضية سوداء قاتمة، فتبدو وكأنها قطعة من سماء الليل.
كما أن السلحفاة البحرية "الخضراء" لا تقل جمالًا، رغم أن اسمها قد يضلل البعض، إذ يغلب عليها اللون الرمادي أو البني، بينما يأتي اللون الأخضر من دهونها الداخلية. هناك أيضًا السلحفاة "ذات الرأس الكبير"، والتي تمتاز بدرعٍ يمزج بين درجات النحاس والعقيق الأحمر، فتجعل كل من يراها يتأملها كعمل فني حي.
اليوم العالمي يحمل رسالة مهمة بشأن حماية هذه الكائنات، خاصة الأنواع المهددة بالانقراض. السلحفاة "جلدية الظهر" مثال بارز، فهي الأكبر حجمًا وتختلف عن غيرها بأن درعها مغطى بجلد سميك بدلًا من الصفائح الصلبة. لونها الأسود المرقط بالأبيض يمنحها مظهرًا مهيبًا، بينما تساعدها قوتها على قطع آلاف الكيلومترات في المحيطات.
كذلك السلحفاة "المرقطة"، ذات اللون الذهبي والبني، تُعد من أجمل السلاحف على الإطلاق، لكنها تواجه خطر الصيد من أجل اقتناء درعها الجميل.
اليوم العالمي للسلاحف ليس مجرد احتفال بالجمال، بل دعوة جادة لحماية هذا التراث البيولوجي. فالتغيرات المناخية، وتلوث المياه بالبلاستيك، والتوسع العمراني، كلها تهدد بقاء هذه الكائنات التي تلعب دورًا مهمًا في التوازن البيئي. فمثلاً، السلاحف البحرية تنظف البحار من قناديل البحر الزائدة، وسلاحف المياه العذبة تساهم في تنقية الأنهار والبرك.
فلنجعل من هذا اليوم العالمي فرصة للتوعية ونشر المعلومات والصور التي تُظهر جمال السلاحف، ولنُشجّع على دعم الجمعيات البيئية. فالعناية بالسلاحف تعني العناية بكوكبنا. ومهما كانت بطيئة في حركتها، إلا أن حضورها في الطبيعة لا يُقدّر بثمن، وجمالها الصامت يعلّمنا أن أروع المخلوقات ليست بالضرورة الأعلى صوتًا.