تفاصيل تسليم 4 جثامين إسرائيلية مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين| صور وفيديو

سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية، جثامين 4 محتجزين إسرائيليين، بينما أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين في عملية تبادل أخيرة ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، إلا أنه رغم تنفيذ الصفقة، يبقى الغموض مسيطرا على مصير المرحلة الثانية من الهدنة، وسط تساؤلات حول إمكانية تمديد المرحلة الأولى أو استئناف القتال.
نقل جثامين الإسرائيليين واستئناف تبادل الأسرى
وقامت حماس بتسليم جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين للصليب الأحمر في جنوب غزة، حيث تم نقلهم إلى معبر كرم أبو سالم بعد منتصف الليل، وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، حيث وصلت حافلات تقلهم إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، في إشارة إلى استعادة التهدئة الهشة التي استمرت خمسة أسابيع ووسط مخاوف من عودة الحرب في غزة.
وقالت حكومة الاحتلال في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، إن الجثامين الأربعة قد وصلت إلى إسرائيل، وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تم نقل 43 أسيرا فلسطينيا من سجن عوفر إلى الصليب الأحمر، فيما استقبلتهم حشود من المواطنين بالهتافات والتكبيرات ورفع بعضهم على الأكتاف وهم يرتدون سترات خضراء وكوفيات فلسطينية.

مأساة الأسرى الفلسطينيين
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، وصلت سيارات الإسعاف إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس لنقل الأسرى المحررين للخضوع لفحوصات طبية، فيما أشارت تقارير إلى أن العديد من الأسرى السابقين الذين تم الإفراج عنهم في صفقات سابقة وصلوا في حالة صحية سيئة، إذ تعرض بعضهم لبتر أطراف خلال فترة احتجازهم في السجون الإسرائيلية.




ووفقًا لمصدر في حماس لوكالة رويترز، فإن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم تشمل 445 رجلاً، و24 امرأة وقاصرًا اعتقلوا في غزة، إضافة إلى 151 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد بسبب هجمات قاتلة ضد إسرائيليين.



تأجيل الإفراج عن الأسرى والسبب وراء ذلك
ولم يكن من الواضح مساء الأربعاء عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم، وما إذا كانت الصفقة ستشمل جميع الأسرى الـ 602 الذين كان من المفترض أن تطلق إسرائيل سراحهم يوم السبت مقابل إطلاق سراح ستة إسرائيليين على قيد الحياة، لكن الحكومة الإسرائيلية أوقفت الصفقة في اللحظة الأخيرة وأعادت الأسرى الفلسطينيين إلى سجونهم.
وزعمت الحكومة الإسرائيلية أن قرارها جاء ردا على ما وصفته بـ "الاحتفالات المهينة" التي نظمتها حماس خلال تسليمها للأسرى والمختطفين، وبعد تدخل الوسطاء، وافقت حماس على تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين دون تغطية إعلامية، مما دفع إسرائيل إلى استئناف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين على دفعات، ومع ذلك، لم تحدد السلطات الإسرائيلية ما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم دفعة واحدة أم على مراحل.
شروط حماس لمواصلة الإفراج عن الرهائن
وفي بيان صدر صباح الخميس، أكدت حماس أن السبيل الوحيد للإفراج عن بقية الرهائن الإسرائيليين هو التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار في غزة، فيما قالت الحركة إنها التزمت بالاتفاق وهي مستعدة لبدء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
وتم تحديد الجثامين التي سُلمت إلى الصليب الأحمر بعد منتصف ليل الخميس على أنها تعود إلى شلومو مانتزور، تساحي عيدان، أوهاد ياهالومي، وإسحاق إلغارات، وفقًا لحماس، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه لم يتم التحقق بعد من هويات الجثامين.
اتهامات الأمم المتحدة لإسرائيل
وتزامن تبادل الأسرى مع اتهامات من المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، لإسرائيل بعدم احترام القانون الدولي في عملياتها العسكرية في غزة، وقال إن مستوى الدمار الذي لحق بالمنازل والمستشفيات والمدارس كان هائلًا.
وأضاف تورك أثناء تقديمه تقريرًا لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: لا شيء يبرر الطريقة المروعة التي نفذت بها إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، والتي انتهكت القانون الدولي بشكل متكرر، وأشار أيضًا إلى أن القيود التي فرضتها إسرائيل على القطاع أدت إلى "كارثة إنسانية".
تفاصيل المرحلة الأولى من الهدنة
وقد شملت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليا وإفراج إسرائيل عن حوالي 2000 أسير ومعتقل فلسطيني وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في غزة وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
مستقبل الهدنة
مع تسليم جثامين المحتجزين الأربعة والإفراج عن 600 أسير فلسطيني، تكون المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قد اكتملت.
لكن لا يزال مستقبل المرحلة الثانية غير واضح، إذ من المفترض أن تبدأ نهاية الأسبوع الحالي وتشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين، والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة، ومع ذلك، لم تبدأ المفاوضات حول التفاصيل بعد، رغم اقتراب الموعد النهائي.
إحدى الخطط التي يتم دراستها للحفاظ على التهدئة هي تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، ولكن لم يتم الاتفاق بعد على ما إذا كان ذلك سيشمل إطلاق سراح المزيد من الأسرى والرهائن خلال فترة التمديد.