عاجل

"نصير": عدم الالتزام بالمواصفات يضعف الهياكل الإنشائية لمبانى الأسكندرية

 الدكتور وفيق نصير
الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة

تشهد مدينة الأسكندرية تحولات عمرانية مقلقة، حيث يتكرر مشهد الانحرافات المعمارية في مناطق عدة، لا سيما بالأحياء القديمة والمكتظة، ما يثير تساؤلات حادة حول جودة الإنشاءات الحديثة، وسلامة التراخيص، وفعالية الرقابة الهندسية.

 وبينما تتزايد شكاوى السكان وتتصاعد المخاوف من تكرار كوارث سابقة، تتأرجح الثقة في منظومة البناء، التي يبدو أنها تعاني من تصدعات غير مرئية، أشد خطًا من الميل الظاهر للمباني ذاتها.

أفاد الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة، بأن أسباب ميل المباني الجديدة في الإسكندرية، متعددة وتتداخل فيها عوامل تتعلق بالبناء والصيانة مع عوامل بيئية مرتبطة بالتغيرات المناخية وحركة المياه الجوفية.

مشكلة الإعمار والصيانة

وأكد أن هناك عدد كبير من المباني في الإسكندرية يعاني من مخالفات بناء، وعدم الالتزام بالمواصفات الفنية، ما يؤدي إلى ضعف في الأساسات والهياكل الإنشائية، وهذا سبب رئيسي في ميول وانهيار بعض المباني.

وأضاف أن هناك أيضا مبانى تعانى من ضعف الصيانة الدورية، خاصة القديمة منها التي يزيد عمرها على 50 عاماً، ما يؤدي إلى تآكل الحديد وزيادة احتمالات سقوط الشرفات وجزء من المباني، حيث أن الرطوبة العالية في المدينة تسرع من هذه الظاهرة.

وقال إن هناك مئات المباني التي صدرت بحقها قرارات إزالة، ويرفض السكان مغادرتها، ما يزيد من خطورة الوضع ويعقد جهود الإخلاء والصيانة.

المياه الجوفية وارتفاع منسوب سطح البحر

وأوضح "نصير" أن تأثير حركة المياه الجوفية وارتفاع منسوب سطح البحر بسبب التغيرات المناخية أدى إلى زيادة تسرب مياه البحر المالحة إلى طبقات التربة والمياه الجوفية الساحلية، ما يسبب تآكل الأساسات وعدم استقرار التربة التي تقوم عليها المباني، فتآكل الشواطئ والسواحل بسبب التغير المناخي والتوسع العمراني غير المنضبط يؤدي إلى اختلال في الرواسب والتربة، وبالتالي ضعف في دعم المباني، ما يسرع من ميل وانهيار المباني الساحلية.

الدراسات الحديثة

وأضاف أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن انهيار المباني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وهو عامل بيئي مهم لا يمكن تجاهله بجانب عوامل البناء والصيانة.

 

ليست مشكلة واحدة فقط

ولخص الدكتور نصير حديثه فى أن ميول المباني الجديدة في الإسكندرية ليست مشكلة واحدة فقط، بل هي نتيجة تداخل بين: ضعف الإعمار، مخالفات البناء، وعدم الالتزام بالصيانة الدورية، بالإضافة إلى تآكل الأساسات الناتج عن ارتفاع مستوى سطح البحر وتسرب مياه البحر المالحة إلى التربة والمياه الجوفية، وهو أحد نتائج التغير المناخي.

معالجة شاملة وإدارة فعالة

وأكد أن  الحلول تحتاج إلى معالجة تشمل تحسين جودة البناء والصيانة، بالإضافة إلى إدارة فعالة للتحديات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي وحركة المياه الجوفية في المدينة الساحلية.

جهود الدولة المصرية

 كما أشاد الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئه في ختام حديثه بجهود الدوله في توسيع طريق الكورنيش وعمل الحمايه للشواطئ، ما يبعد الخطر بعض الشئ عن المباني ويسهل الطريق ما يخفض من الاهتزازات والتلوث.

تم نسخ الرابط