عاجل

سعيد صادق: موقف الاتحاد الأوروبي من إسرائيل لا يبدو موحدا

 دكتور سعيد صادق
دكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي

قرر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، اتخاذ إجراءات صارمة، إذا لم توقف إسرائيل الهجوم العسكري الذي استأنفته على غزة، وإذا لم ترفع القيود المفروضة على المساعدات.

انقسام أوروبي تجاه الصراع في غزة

قال دكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنه رغم أن الاتحاد الأوروبي يتكون من 27 دولة، إلا أن موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة لا يبدو موحدا، بل يعكس انقساما واضحا بين العواصم الأوروبية بشأن الموقف من إسرائيل والفلسطينيين، وأضاف أنه مع تزايد الكارثة الإنسانية في القطاع، تبدو ملامح تحولات محتملة في الموقف الأوروبي، خصوصا إذا اشتدت الضغوط الأمريكية أو تفاقمت الكارثة في غزة.

 

دعم للفلسطينيين وآخر لإسرائيل

وأكد "صادق" أن مواقف الدول الأوروبية تتوزع بين تيارين رئيسيين؛ الأول أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين ويدعو إلى وقف إطلاق النار ومحاسبة إسرائيل على الانتهاكات، وتتصدره دول مثل أيرلندا وإسبانيا، حيث رفعتا الصوت مبكرًا دفاعًا عن المدنيين في غزة، وطالبتا بتحقيقات دولية ووقف فوري للعدوان، وفي المقابل، تقف دول أخرى بحزم إلى جانب إسرائيل، أبرزها ألمانيا والمجر، وتتبنى رواية "حق الدفاع عن النفس"، مع تجاهل نسبي لما يحدث في غزة من دمار إنساني واسع.

 

تحول محتمل في المواقف الأوروبية

وأشار إلى أنه رغم هذا الانقسام، تؤكد التقديرات إلى أن كارثة إنسانية كبرى، مثل وقوع مجاعة في غزة أو انهيار صحي كامل، قد تدفع أغلب الدول الأوروبية إلى مراجعة مواقفها والانضمام إلى خط أكثر حزماً ضد إسرائيل.

 كما أن تصعيدا محتملا من إدارة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب ضد إسرائيل قد يكون عامل ضغط إضافي يدفع الأوروبيين لتبني إجراءات عقابية.

 

خيارات العقوبات

وقال إنه حتى اللحظة، تظل خيارات العقوبات الأوروبية المحتملة على إسرائيل محدودة التأثير وغير مركزية، إذ تدرس في بعض الدوائر الأوروبية مقترحات تشمل: تجميد صفقات الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، وفرض قيود على المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية، وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تمنح إسرائيل امتيازات تجارية واسعة في السوق الأوروبية.

وأضاف أنه حتى لو نفذت هذه الخطوات، فستكون رمزية إلى حد كبير، بالنظر إلى أن المساعدات والتسليح الحيوي لإسرائيل تأتي أساسا من الولايات المتحدة الأمريكية، وليس من أوروبا.

 

الأزمة في غزة تغير المزاج الأوروبي

وأكد أنه رغم محدودية الأدوات، فإن استمرار الأزمة في غزة ووقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق قد يغير المزاج العام داخل أوروبا، ويدفع باتجاه تصعيد دبلوماسي وربما اقتصادي ضد إسرائيل، ولو بشكل تدريجي أو انتقائي، خاصة إذا تزايد الضغط الشعبي والإعلامي داخل المجتمعات الأوروبية.

بيان ثلاثي يدين منع المساعدات 

وكانت قد نشرت الحكومة البريطانية، بيانا مشتركا للدول الثلاث، قالت فيه إن منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي.

وأضاف البيان: "نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف".

 

22  دولة تطالب بدخول المساعدات إلى غزة

كما طالب وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، إسرائيل بـ"السماح مجددا بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري" إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وصدر بيان مشترك عن وزارة الخارجية الألمانية، أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لا يمكنها دعم الآلية الجديدة لتسليم المساعدات في غزة التي اعتمدتها إسرائيل.

تم نسخ الرابط