الأزهر يوضح أسرار الحجر الأسود وفضله.. لماذا تغيّر لونه عبر العصور؟

في ركن الكعبة المشرفة الجنوبي الشرقي، يربض حجر صغير في حجمه، عظيم في مكانته، تُشدّ إليه الرحال وتفيض القلوب عند رؤيته بخشوع وإجلال، إنه الحجر الأسود، أحد أهم معالم الكعبة وأكثرها مهابةً لدى المسلمين.
الحجر الأسود.. فضله ومكانته
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، تعريفا بالحجر الأسود، مع دخول موسم الحج 2025.
وقال مركز الأزهر، إن الحجر الأسود هو حجر بيْضاوي الشكل، أسودُ اللونِ مائلٌ إلى الحُمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفَ المتر، وهو محاطٌ بإطار من الفضة الخالصة صونًا له.
وأوضح مركز الأزهر أن الحجر الأسود ورد أنه في بداية أمره كان أبيضَ ناصعَ البياض؛ مستدلا بما ورد عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ». [أخرجه الترمذي].
الحجر الأسود.. مقصد الطائفين لنيل المغفرة والرحمة
اشار مركز الأزهر إلي أن الحجر الأسود هو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويُسَنُّ استلام الطائف له -أي لمسه باليد-، وتقبيله عند المرور به، فإن لم يستطع استلامَه بيده وتقبيلَه، أو استلامَه بشيء معه وتقبيلَ ذلك الشيء؛ أشار إليه بيده وسمَّى وكبَّر قائلًا: باسم الله والله أكبر.
واستدل مركز الأزهر على ذلك بما رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ». [أخرجه مسلم]
أما عن فضل استلامه ومسحه، قال مركز الأزهر إنه يحُطُّ الذنوبَ والخطايا كما يتحاتُّ ورَقُ الشجرِ؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا».
[أخرجه أحمد في مُسند].
وقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ». [أخرجه ابن ماجه].