سمير فرج: المزاج العالمي تغيّر.. وماكرون نقطة التحول التاريخية|فيديو

قال اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن العالم يشهد تحولاً استراتيجيًا في السياسات الدولية تجاه إسرائيل، على خلفية تصاعد الجرائم ضد الفلسطينيين في قطاع غزة واستمرار عمليات القتل والتجويع.
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" مع الإعلامية بسمة وهبة على قناة المحور، أوضح فرج أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى المنطقة، كانت محطة مفصلية، إذ أعلن بعدها نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تاريخية غير مسبوقة من دولة أوروبية محورية مثل فرنسا.
أوروبا تتقدم الصفوف
وأشار فرج إلى أن بريطانيا بدأت هي الأخرى في اتخاذ خطوات سياسية ضد الحكومة الإسرائيلية، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة شراكته مع تل أبيب، في تحول استراتيجي بالغ الأهمية.
وأوضح أن قوانين الاتحاد الأوروبي تفرق بين نوعين من الشراكات؛ الشراكة السياسية التي تتطلب إجماعًا بين جميع الدول الأعضاء، والشراكة الاقتصادية التي يمكن تعليقها أو إلغاؤها بأغلبية الأصوات فقط، وهذا يفتح الباب أمام إمكانية تقليص التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، كنوع من الرد الفعلي على الانتهاكات المستمرة في الأراضي الفلسطينية.
الشعوب الأوروبية تتحرك
وأكد فرج أن هذا التحوّل لا يقتصر على حكومات الدول الأوروبية فقط، بل يمتد إلى الرأي العام والشعوب، خصوصًا فئة الشباب، التي أصبحت أكثر وعيًا ودعمًا للقضية الفلسطينية، معتبرًا أن أوروبا اليوم تشهد تكتلًا شعبيًا ورسميًا ضد الجرائم الإسرائيلية.
وأضاف: "العالم لم يعد يقتنع بمزاعم معاداة السامية التي تروج لها إسرائيل لتبرير عدوانها، خاصة في ظل المجازر اليومية في غزة".
نهاية نتنياهو تقترب
كشف اللواء سمير فرج أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار، لأنه يدرك جيدًا أن نهاية الحرب ستعني بدء محاسبته قانونيًا أمام المجتمع الدولي، ما قد يؤدي إلى سجنه بسبب فشله في تحقيق أهداف ملموسة رغم استمرار القتال لأكثر من 18 شهرًا.
وأشار إلى أن نتنياهو بات محاصرًا داخليًا وخارجيًا، مع تصاعد الأصوات المطالبة برحيله داخل إسرائيل نفسها، إضافة إلى الضغوط الدولية المتزايدة.
ترامب الغائب عن الضغط
وأكد فرج أن الشخص الوحيد الذي كان يمكنه الضغط فعليًا على نتنياهو لوقف العمليات العسكرية هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أن العلاقة بينهما لم تعد كما كانت في السابق.
وأضاف أن ترامب، الذي لطالما دعم إسرائيل بشكل غير مشروط، بات الآن يترك لنتنياهو حرية التصرف دون توجيه مباشر، ما يزيد من تعقيد الموقف ويمنح إسرائيل هامشًا أكبر للاستمرار في العدوان.

مرحلة دولية جديدة.. وتراجع السردية الإسرائيلية
يرى الخبير الاستراتيجي سمير فرج أن العالم يقف حاليًا على أعتاب مرحلة دولية جديدة، تتراجع فيها السردية الإسرائيلية التقليدية القائمة على مظلومية مفتعلة، مقابل تصاعد خطاب العدالة والحقوق للشعب الفلسطيني.
ما يجري الآن في أوروبا وعلى الساحة العالمية ليس مجرد غضب عابر، بل تحول عميق في المزاج السياسي والشعبي، قد يؤدي إلى قرارات مصيرية تؤثر على مستقبل العلاقات الدولية مع إسرائيل، وتُعيد ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط.