انتهاكات متواصلة رغم العقوبات الدولية
مستوطنون إسرائيليون خاضعون لعقوبات بريطانية يشاركون في طرد فلسطينيين من الضفة

انضم مستوطنان إسرائيليان مدرجان على قائمة العقوبات البريطانية هذا الأسبوع إلى حملة تهدف لطرد الفلسطينيين من تجمع مغاير الدير شرقي الضفة الغربية، في خطوة أثارت انتقادات حادة حول جدوى الإجراءات الدولية بحق المتورطين في الانتهاكات.
وقالت صحيفة ذا جارديان البريطانية، في تقرير حصري، إن كلاً من نيريا بن بازاي وزهار صباح، وكلاهما معروف بسجله الحافل في الاعتداءات على الفلسطينيين، شاركا في إقامة بؤرة استيطانية جديدة تبعد أقل من 100 متر عن أحد منازل السكان المحليين في مغاير الدير.
تواطؤ وتجاهل رسمي إسرائيلي
رغم وضعه تحت العقوبات من قبل بريطانيا والولايات المتحدة، شوهد بن بازاي هذا الأسبوع عدة مرات في البؤرة الجديدة، ينقل مستوطنين ومعدات، ويساهم فعليًا في إحاطة الأراضي الفلسطينية بسياج استيطاني جديد. كما تم تصويره وهو يصافح رجلاً بزي عسكري مجهول الهوية، دون توضيح ما إذا كان من الجيش الإسرائيلي أو مستوطنًا بلباس ميداني.
في المقابل، لم تُبدِ السلطات الإسرائيلية أي تحرك لمنع إقامة هذه البؤرة، بل قام عضو الكنيست زفي سوكوت من حزب "الصهيونية الدينية" بزيارة داعمة للموقع، في موقف اعتبره مراقبون تأكيدًا على أن هذا التوسع يتم برعاية سياسية واضحة.
تهجير قسري على مرأى العالم
يعيش في مغاير الدير نحو 150 فلسطينيًا، معظمهم من الرعاة البدو، وواجهوا منذ سنوات حملات ممنهجة لطردهم من أراضيهم. لكن إقامة بؤرة استيطانية على مرأى من منازلهم حملت رسالة مباشرة، دفعت بعضهم إلى بدء حزم أمتعتهم والمغادرة، كما هو الحال مع المواطن أحمد سليمان، الذي قال: "الجنود والمستوطنون قالوا لي إن هذه أرضهم، ولم أعد أملك وسيلة للدفاع عن نفسي أو عن أطفالي".
وأكدت منظمة بتسيلم الإسرائيلية الحقوقية أن هذه الحوادث لا تتم بمعزل، بل تأتي ضمن سياسة مدعومة رسميًا تهدف إلى توسيع السيطرة الإسرائيلية على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية.
رد دولي محدود.. وتأثير رمزي للعقوبات
رغم العقوبات البريطانية، لم يظهر أي أثر رادع فعلي في سلوك المستوطنين المستهدفين. واعتبر ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، أن العقوبات تهدف إلى محاسبة المتورطين وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، لكن الصور الميدانية والتقارير الحقوقية تشير إلى أن بن بازاي وصباح يواصلان أنشطتهما دون خوف، بل وبحضور إعلامي مكثف.
كما أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت عقوبات على بن بازاي في عهد إدارة بايدن، قبل أن يتم رفعها لاحقًا بقرار من إدارة دونالد ترامب.