الأزهر يدين الفيديو التحريضي ويطالب بحماية المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال

حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من مقطع فيديو تم نشره مؤخرًا على موقع "كيكار هشّبات" العبري، يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتصوير سيناريو كارثي يتضمن إحراق المسجد الأقصى المبارك وتشييد ما يسمى بـ "الهيكل" على أنقاضه. وأعرب المرصد عن بالغ قلقه واستنكاره الشديد إزاء نشر هذا المقطع التحريضي الذي يمثل تهديدًا مباشرًا على أحد أقدس المقدسات الإسلامية.
وذكر مرصد الأزهر أن الفيديو، الذي حمل عنوانًا استفزازيًا "العام المقبل في القدس"، يهدف إلى التحريض على تدمير المسجد الأقصى ويكشف عن النوايا الخبيثة للجماعات الصهيونية المتطرفة المدعومة من السياسات اليمينية المتطرفة. كما شدد المرصد على أن هذا العمل يعكس تصورات كارثية تسعى الجماعات المتطرفة لتطبيقها على أرض الواقع.
فيديو يحاكي تشييد هيكل سليمان
وأشار المرصد إلى أن هذه الجرأة المتصاعدة، التي تتجسد في مثل هذه الأعمال التحريضية وفي الاقتحامات المتزايدة للمسجد الأقصى، تأتي في أعقاب انتهاء عيد الفصح اليهودي، حيث لفت إلى أن هذا العيد شهد تسجيل رقم قياسي غير مسبوق في عدد المستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، حيث بلغ عددهم 6315 مقتحمًا، وهو ما يمثل زيادة قدرها 37% مقارنة بالعام الماضي 2024.
وأكد المرصد على أن نشر مثل هذا الفيديو في هذا التوقيت الحساس ليس مجرد عمل عبثي أو فردي، بل يعكس تصورات كارثية يسعى الاحتلال لتطبيقها على أرض الواقع، وربما يكون العام المقبل 2026 هدفًا لتنفيذ هذه المخططات الإجرامية.
النوايا المتطرفة للصهيونية الدينية
كما أوضح أن هذا الفيديو يمثل انعكاسًا واضحًا لنوايا منظمات الهيكل المزعوم، التي تروج على نحو علني لفكرة محو المسجد الأقصى من الوجود في الأراضي المقدسة، حتى وإن تطلب تحقيق ذلك سنوات عديدة من التمهيد والتحريض.
وحذر مرصد الأزهر من خطورة هذه التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن نشر هذا الفيديو التحريضي في هذا التوقيت الدقيق يحمل دلالات خطيرة، ويجسد النوايا المتطرفة للصهيونية الدينية التي تسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق رؤيتها المدمرة، بدعم واضح من حكومة الاحتلال التي تسعى لإرضاء تيارات اليمين المتطرف على حساب مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
ودعا مرصد الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى تحمل المسؤولية التاريخية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والتدابير العاجلة لحماية المسجد الأقصى المبارك من عبث هؤلاء المتطرفين ومخططاتهم الإجرامية، مشددًا على أن المساس بالمقدسات الدينية سيؤدي إلى عواقب وخيمة ويهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.