تصعيد رغم وقف إطلاق النار
غارة إسرائيلية تستهدف مبنى في بلدة تول جنوب لبنان بعد تحذير مباشر

شنّت الطائرات الإسرائيلية، الخميس، غارة استهدفت مبنى في بلدة تول جنوبي لبنان، بعد تحذير مسبق نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي قال إن المبنى يستخدم كمنشأة تابعة لحزب الله.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارة جاءت عقب ما وصفته بـ"ضربة تحذيرية"، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي طلب من السكان المحليين إخلاء المنطقة لمسافة لا تقل عن 500 متر "لحمايتهم من الاستهداف المباشر".
ضربات متكررة رغم وقف النار
الغارة على تول لم تكن الأولى هذا الأسبوع، إذ واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات يومية استهدفت مواقع ومبانٍ قالت إنها تابعة لحزب الله، رغم دخول وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بناءً على اتفاق رعته الولايات المتحدة وفرنسا.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "بنى تحتية إرهابية ومنصات صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان"، كما أعلن عن غارة ثانية في منطقة البقاع على "موقع عسكري يحتوي على وسائل قتالية"، متهمًا الحزب بانتهاك واضح للتفاهمات.
مقتل عنصر في "قوة الرضوان"
وفي بيان منفصل، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه "قتل إرهابيًا من قوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة رب ثلاثين الحدودية". وكانت الوكالة الوطنية قد أعلنت في وقت سابق مقتل شخص في غارة استهدفت المنطقة نفسها.
وتُعد "قوة الرضوان" وحدة نخبة في حزب الله، وغالبًا ما تشير إسرائيل إلى أنها تمثل تهديدًا مباشرًا على الحدود الشمالية، خاصة بعد التوترات المستمرة منذ سبتمبر 2024.
اتفاق هش وتجاوزات متكررة
نصّ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وُقّع بعد نزاع مفتوح استمر لأكثر من عام، على انسحاب مقاتلي حزب الله من مناطق جنوب نهر الليطاني، وتفكيك البنية العسكرية للحزب، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوات يونيفيل وجودهما على طول الخط الأزرق.
وفي الوقت نفسه، نص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدّمت إليها خلال الحرب، لكن تل أبيب لا تزال تحتفظ بخمس نقاط استراتيجية، تعتبرها "مواقع مراقبة حيوية"، وهو ما يرفضه لبنان رسميًا، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل للضغط على إسرائيل.
ضغوط أمريكية وتأكيدات لبنانية
تواصل الولايات المتحدة ممارسة ضغوط متزايدة على الحكومة اللبنانية، من أجل نزع سلاح حزب الله، وهو ما عبّرت عنه نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، التي قالت الثلاثاء إن "لبنان لا يزال أمامه الكثير في هذا الملف".
من جهته، صرّح الرئيس اللبناني جوزاف عون في أبريل الماضي بأن الجيش اللبناني بات يسيطر على "أكثر من 85% من الجنوب"، مشيرًا إلى أن العمليات الأمنية نجحت في "تنظيف" تلك المناطق، ضمن التزام الحكومة باتفاق وقف إطلاق النار.