عاجل

مؤتمر دولي يؤكد ريادة مصر بأمراض وزراعة الكلى بعد 1400 عملية ناجحة

غسيل الكلى
غسيل الكلى

أعلنت وزارة الصحة والسكان انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الرابع للمعهد القومي لـ الكلى والمسالك البولية، التابع للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

ويعقد هذا العام تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، على مدار يومين متتاليين، وسط مشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، من مصر ومختلف أنحاء العالم العربي والدول الأجنبية مثل تركيا، كندا، والولايات المتحدة.


أهمية المؤتمر في تطوير الخدمات الطبية بمجال الكلى

يحمل المؤتمر شعار هذا العام: «الحرص على جودة حياة المريض.. لا العلاج فقط»، وهو ما يعكس التحول العميق في رؤية المؤسسات الطبية تجاه مرضى الكلى، خاصة مع تزايد معدلات الإصابة على مستوى العالم، وارتباطها بأمراض مزمنة أخرى مثل الضغط والسكري. 

ويأتي تنظيم هذا الحدث العلمي ضمن خطة شاملة تهدف إلى نقل أحدث التجارب العالمية في مجالات الغسيل الكلوي، وزراعة الكلى، وتقنيات الجراحات الدقيقة.

ويتضمن المؤتمر سلسلة من ورش العمل والمحاضرات العلمية التي يتبادل خلالها المشاركون أحدث الأبحاث والخبرات حول التدخلات العلاجية، والطرق الجديدة لتنسيق عمليات الزراعة، وأفضل الممارسات في الرعاية الإكلينيكية، والتشخيص المتقدم.
وجرى خلال الجلسة تكريم عدد من الشخصيات تقديرًا لإسهاماتهم العلمية والمهنية، في مقدمتهم الدكتور محمد غنيم، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة المنصورة، الذي يُعد من الرواد المؤسسين لزراعة الكلى في مصر والعالم العربي، وتسلم التكريم نيابة عنه الدكتور أيمن الرفاعي، رئيس قسم زراعة الكلى بجامعة المنصورة.


عبدالغفار: 1400 عملية زراعة كلى و46.500 جلسة غسيل في عام واحد

أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الدولة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بتحسين كفاءة النظام الصحي وتطوير أدواته، مشيراً إلى أن المعهد القومي للكلى والمسالك البولية يُعد من الصروح الطبية الرائدة في مصر، حيث تم إجراء نحو 1400 عملية زراعة كلى منذ تأسيسه، بالإضافة إلى تنفيذ 46.500 جلسة غسيل كلوي خلال عام 2024 فقط، وهو رقم يعكس حجم العمل والاحتياج المتزايد لتلك الخدمة الحيوية.

وأضاف أن المؤتمر يشكّل منصة علمية مهمة لتبادل الرؤى الحديثة في علوم الكلى وزراعتها، ويمثل أحد أوجه التعاون بين مصر والدول الصديقة في مجال تطوير البحث الطبي والتدريب المهني للأطباء.


تاج الدين: دعم رئاسي كبير لمرضى الكلى ونشر التوعية ضرورة

من جهته، شدد الدكتور عوض تاج الدين على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يُولي ملف الرعاية الصحية أولوية كبرى، خاصة في ما يتعلق بأمراض الكلى، التي تعد من الأمراض الصامتة التي لا يُدرك كثير من المرضى مخاطرها إلا بعد تطورها. 

وأوضح أن هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية تُعتبر من أهم أذرع الدولة في العمل البحثي والعلاجي، مؤكداً ضرورة تعزيز حملات التوعية بخطورة أمراض الكلى، وأهمية اتباع نظام غذائي صحي، وتناول الأدوية بحذر.


مدير المعهد: بث مباشر للعمليات الجراحية وتبادل عالمي للخبرات

قال الدكتور محمد صلاح زكي، مدير المعهد القومي للكلى والمسالك البولية، ورئيس المؤتمر، إن برنامج هذا العام يتضمن مجموعة من ورش العمل والمحاضرات المكثفة التي تركز على أحدث المستجدات في زراعة الكلى والتدخلات الكلوية الحديثة، إضافة إلى تقديم بث مباشر لعدد من العمليات الجراحية المتقدمة، الأمر الذي يسهم في نقل المعرفة والخبرة إلى الأطباء الشباب والممارسين في مختلف التخصصات المرتبطة.

وأشار إلى أن المؤتمر لا يهدف فقط إلى مناقشة الجديد في الأساليب الطبية، بل يسعى لتكريس فلسفة طبية جديدة تضع حياة المريض وجودتها في قلب المعادلة، وهو تحول يعكس النضج المؤسسي في التعامل مع الأمراض المزمنة.

تكريم الخبرات الإقليمية والعالمية في زراعة الكلى

وعلى هامش الافتتاح، تم عرض فيلمين وثائقيين يسلطان الضوء على إنجازات اثنين من رواد الطب في مجال زراعة الكلى:

الدكتور محمد غنيم، أحد مؤسسي زراعة الكلى في مصر.

الدكتور محمد هيبرال، الخبير التركي المعروف دولياً بإسهاماته العلمية والجراحية.
وقد قُدّما كنموذجين مشرّفين للتعاون الإقليمي في تطوير زراعة الأعضاء، خاصة بين مصر وتركيا، والدور الذي يلعبه العلماء في تحسين جودة الحياة للمرضى.


خارطة طريق مستقبلية لزراعة الكلى في مصر

يحمل هذا المؤتمر أهمية بالغة في ترسيخ مكانة مصر كدولة رائدة في مجال زراعة الكلى بالمنطقة، كما يمثل لبنة أساسية في بناء شبكة طبية متكاملة تتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين لتحقيق التقدم العلمي والمهني، بما ينعكس بشكل مباشر على تحسين الخدمة الصحية المقدمة للمواطن المصري.

ويُنتظر أن تخرج فعاليات المؤتمر بعدد من التوصيات التي ستُسهم في تطوير سياسات علاج مرضى الكلى، وتوسيع نطاق برامج الزراعة، مع تعزيز التعاون البحثي والتدريب الإكلينيكي، بما يواكب الطموحات الوطنية في الوصول إلى رعاية صحية عادلة وشاملة.

تم نسخ الرابط