باريس: التصريحات الإسرائيلية غير مبررة وصادمة
فرنسا ترفض اتهامات إسرائيلية لمسؤولين أوروبيين بـ"التحريض المعادي للسامية"

رفضت الحكومة الفرنسية، يوم الخميس، التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، والتي اتهم فيها مسؤولين أوروبيين - لم يسمّهم - بـ"التحريض السام المعادي للسامية"، معتبرًا أن هذه الأجواء التحريضية كانت سببًا في مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن مؤخراً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف ليموان، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي، إن "هذه التصريحات غير مبررة وصادمة"، مضيفًا أن بلاده "أدانت، وتدين، وستواصل إدانة كل أفعال معاداة السامية دائمًا ودون أي لبس".
خلفية الأزمة
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب تصعيدها العسكري في قطاع غزة، حيث حذرت منظمات إنسانية من كارثة وشيكة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعًا، والذي يمنع دخول المساعدات الأساسية إلى القطاع، ما وضعه على شفا مجاعة، وفق تقارير أممية.
وتزايدت حدة التوترات الدبلوماسية مؤخرًا بين إسرائيل وعدد من العواصم الأوروبية، التي أعربت عن قلقها من تصرفات الحكومة الإسرائيلية تجاه المدنيين في غزة، ودعت إلى وقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
اتهامات إسرائيلية وغضب أوروبي
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد أشار، دون الكشف عن أسماء، إلى أن مسؤولين في أوروبا يساهمون في خلق "بيئة سامة" تشجع على أعمال عنف ضد الإسرائيليين، في إشارة ضمنية إلى حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة موظفين من سفارة بلاده في واشنطن.
ويبدو أن هذه الاتهامات زادت من حدة التوتر بين تل أبيب والدول الأوروبية، حيث اعتبر مراقبون أن تصريحات ساعر تعكس محاولات إسرائيلية لتحويل مسار الجدل بعيدًا عن الانتقادات المتزايدة لسياستها في غزة.
تحولات في المواقف الأوروبية
تشير ردود الفعل الأوروبية المتكررة، مثل بيان الخارجية الفرنسية، إلى وجود تحوّل تدريجي في نهج العواصم الأوروبية تجاه السياسات الإسرائيلية، خصوصًا بعد التصعيد العسكري الأخير في غزة. فقد بدأت بعض الدول الأوروبية، مثل إيرلندا وإسبانيا وبلجيكا، تتحدث بصراحة أكبر عن ضرورة فرض رقابة دولية على العمليات الإسرائيلية، وهو ما أثار حفيظة الحكومة الإسرائيلية، التي تعتبر مثل هذه التصريحات "انحيازًا ضدها" أو "تشجيعًا للعداء".