عاجل

الإخوان المسلمون في فرنسا: تقرير حكومي يثير القلق حول انتشار الإسلام السياسي

الإخوان المسلمون
الإخوان المسلمون والإسلام السياسي في فرنسا

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريراً وصفته بـ"الصادم"، تناول نشاط جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، مؤكداً أن الجماعة تسعى لفرض الشريعة الإسلامية داخل البلاد. التقرير، الذي يحمل عنوان "الإخوان المسلمون والإسلام السياسي في فرنسا"، أعده سفير فرنسي ومسؤول في الشرطة بتكليف من وزارات الداخلية والخارجية والدفاع، ويشير إلى اختراق واسع النطاق من قبل الجماعة في المجتمع الفرنسي عبر شبكة مؤسسات وأفراد.

الإخوان المسلمون والتهديد الجمهوري

ويحذر التقرير من أن حركة الإخوان المسلمين تمثل تهديدًا طويل الأمد للتماسك الوطني الفرنسي. ومع أن هذا التهديد ليس عنيفًا أو مباشراً، إلا أنه يؤثر تدريجيًا على نسيج المجتمع ومؤسسات الجمهورية، ويهدد القيم العلمانية والمساواة بين الجنسين. هذه التغيرات التدريجية تمثل خطراً يستوجب التدخل الفوري من السلطات الفرنسية.

انتشار الإسلام السياسي في فرنسا

يكشف التقرير عن أن الإسلام السياسي ينتشر في فرنسا بشكل أساسي من القاعدة إلى القمة، وخاصة على المستوى المحلي والبلدي. ويُعد هذا النوع من التسلل إلى الحياة اليومية للفرنسيين عبر المؤسسات المحلية والجمعيات والمراكز الثقافية والدينية، أحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الفرنسية.

الاستراتيجية الإخوانية: الزحف الهادئ

يشير التقرير إلى أن الإخوان المسلمين في فرنسا يعتمدون على الزحف الهادئ، وهو أسلوب غير عنيف يهدف إلى إحداث تغييرات بطيئة في المجتمع من خلال اختراق المؤسسات العامة والفضاء العام، ما يجعل مواجهته أكثر صعوبة. ويوضح أن الاستراتيجية الإخوانية تسعى إلى التسلل الثقافي والاجتماعي، بدلاً من المواجهة المباشرة.

تطبيق الشريعة والتأثير على الهوية الوطنية

أبدى وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو قلقه من "الإسلاموية المنخفضة الحدة" التي قد تؤدي إلى تحول المجتمع الفرنسي تدريجيًا نحو تطبيق الشريعة. ومع ذلك، أكد التقرير أنه لا توجد وثائق تثبت نية واضحة لدى المسلمين في فرنسا لتأسيس دولة إسلامية أو فرض الشريعة، موضحًا أن التهديد يأتي بشكل تدريجي وغير عنيف.

التعليم وتحديات الاندماج

في إطار مواجهته لهذا التحدي، التقرير الفرنسي يوصي بـ تعزيز دور الدولة في الرقابة على الجمعيات والمساجد، وتقديم تعليم معتدل، خاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية ضمن مناهج وطنية مراقبة. كما يُشدد على ضرورة تعزيز الخطاب العلماني الإيجابي وتقديم برامج تعليمية ثقافية لتشجيع الشباب المسلم على الانخراط في القيم الجمهورية.

مناقشة في مجلس الدفاع

من جهته، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشار إلى خطورة التقرير، وأعرب عن قلقه إزاء التغلغل الإخواني في النسيج المدني المحلي، وطلب من الحكومة إعداد مقترحات جديدة لمواجهة هذه الظاهرة، على أن تُعرض في اجتماع مجلس الدفاع المقبل في يونيو.

الردود والتحديات المستقبلية

من المتوقع أن يثير هذا التقرير جدلاً واسعًا داخل فرنسا وخارجها، خاصة بين الجالية المسلمة التي قد ترى في هذه الاتهامات استهدافًا غير مبرر. وفي المقابل، قد يدفع التقرير الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات الإسلامية التي تعتبرها تهديدًا للنظام العام.

معركة فكرية وثقافية

ختم التقرير بتأكيد أن المعركة ضد الإسلام السياسي هي في الأساس معركة فكرية وثقافية. ويجب على السلطات الفرنسية تطوير أدوات ثقافية وفكرية لمواجهة التحديات التي يطرحها الإسلام السياسي في سياق مجتمع ديمقراطي تعددي.

الخطوات المستقبلية ستكون حاسمة لتحديد كيفية تعامل فرنسا مع هذه الظاهرة، خاصة في ظل الانفتاح على المجتمعات الإسلامية المتنوعة وضرورة تعزيز التعايش السلمي بما يحفظ القيم الجمهورية.

تم نسخ الرابط