بوتين: منطقة أمنية روسية على حدود أوكرانيا لحماية العمق الروسي

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي بدأ فعليًا في تنفيذ قرار بإنشاء "منطقة أمنية عازلة" على طول الحدود مع أوكرانيا.
وأشار بوتين إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية الأراضي الروسية من الهجمات الأوكرانية، لا سيما بعد تكرار عمليات القصف التي استهدفت مناطق حدودية في الأشهر الماضية.

تطورات ميدانية متسارعة

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد حدة المعارك في الجبهات الشرقية والجنوبية لأوكرانيا، بالتزامن مع توغل القوات الروسية في بعض المناطق الحدودية.
ورغم عدم تحديد بوتين لطبيعة المنطقة الأمنية المقترحة أو عمقها الجغرافي، فإن التحركات العسكرية الروسية تشير إلى نية موسكو فرض واقع جديد على الأرض، يعيد رسم حدود النفوذ والسيطرة.

ردود فعل مرتقبة

من المتوقع أن تثير هذه الخطوة الروسية ردود فعل دولية، خاصة من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الأوروبية المجاورة، التي تعتبر هذا النوع من الإجراءات تصعيدًا ميدانيًا وتحديًا للاتفاقات الدولية.
ويُحتمل أن ترد أوكرانيا سياسيًا أو عسكريًا على هذا التحرك، خصوصًا في ظل دعم عسكري مستمر من واشنطن والعواصم الأوروبية لكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.

أبعاد استراتيجية للممر الأمني

يمثل إنشاء منطقة أمنية عازلة تحولًا في استراتيجية موسكو العسكرية، إذ تهدف من خلالها إلى خلق "حزام أمان" يمنع تسلل القوات الأوكرانية والطائرات المسيّرة، التي تزايدت عملياتها مؤخرًا ضد أهداف داخل العمق الروسي. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتحصين المناطق الحدودية وإبطاء أي هجوم محتمل على المدن الروسية القريبة من الجبهة.

انتقادات غربية محتملة

من المرجح أن تواجه الخطة الروسية انتقادات شديدة من الغرب، لاسيما أن إقامة منطقة عازلة قد تتضمن السيطرة الفعلية على أراضٍ أوكرانية جديدة. وقد تعتبر واشنطن وعدة دول أوروبية هذا الإجراء بمثابة انتهاك جديد لسيادة أوكرانيا، مما قد يدفع باتجاه فرض عقوبات إضافية أو تسريع المساعدات العسكرية لكييف.

كييف تحت الضغط... والمقاومة مستمرة

من جانبها، لم تُصدر الحكومة الأوكرانية تعليقًا رسميًا بعد على تصريحات بوتين، لكن المسؤولين العسكريين في كييف لطالما أكدوا أن أي محاولة روسية لفرض "مناطق عازلة" سيتم التعامل معها كاحتلال صريح، يستوجب الرد العسكري. وتؤكد أوكرانيا أن العمليات الحدودية الأخيرة التي تنفذها تأتي في إطار الدفاع المشروع، بهدف إرباك الجبهة الروسية وليس التصعيد خارج أراضيها.