ناطحة سحاب جديدة في العاصمة
مشروع "برج ترامب" في دمشق.. محاولة لإعادة سوريا إلى المشهد الدولي

أعلنت مجموعة "تايجر" العقارية، ومقرها الإمارات، عزمها إطلاق مشروع معماري ضخم تحت اسم "Trump Tower Damascus"، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا. المشروع المقترح سيكون مكونًا من 45 طابقًا بتكلفة تقديرية تتراوح بين 100 إلى 200 مليون دولار، ويحمل اسم ترامب مطبوعًا بالذهب على قمته، بحسب ما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويهدف المشروع إلى أن يكون رمزًا لانطلاقة اقتصادية جديدة لسوريا بعد سنوات طويلة من الحرب والتهميش الدولي.
رمزية سياسية واقتصادية
وقال رجل الأعمال السوري-الإماراتي وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة "Tiger Group"، إن هذا البرج "يحمل رسالة سلام"، مضيفًا أن الشعب السوري "تعب كثيرًا ويستحق بداية جديدة". وأوضح أن الشركة تدرس حاليًا عدة مواقع مقترحة للبناء في دمشق، وأن التصميم الأولي قابل للتعديل وفق المعايير التنظيمية.
ويُنظر إلى المشروع كجزء من خطة أشمل تهدف إلى جذب اهتمام الإدارة الأمريكية الحالية، عبر تقديم فرص استثمارية مباشرة تشمل الوصول إلى الموارد النفطية السورية، وتقديم ضمانات لأمن إسرائيل، في إطار توجه سياسي نحو التطبيع التدريجي.
علامة ترامب التجارية قيد التفاوض
الصور الأولية للمشروع، التي حصلت عليها "الغارديان"، لا تتضمن شعار ترامب حتى الآن، في انتظار إتمام إجراءات الحصول على حقوق الامتياز من مؤسسة ترامب. وأكد الزعبي أن مفاوضات استخدام الاسم التجاري لا تزال جارية، وأنه فور الانتهاء من الحصول على التصاريح القانونية من الحكومة السورية، ستبدأ مرحلة التواصل الرسمي مع مؤسسة ترامب لاستكمال الجوانب التجارية.
التنفيذ المرتقب وفريق العمل
قدّر الزعبي أن يستغرق تنفيذ المشروع نحو ثلاث سنوات من تاريخ بدء الأعمال الإنشائية، والتي ستنطلق فور الحصول على الموافقات اللازمة. ويضم فريق العمل أحد قادة مشروع "Trump Tower Istanbul"، مما يضفي ثقة إضافية في الجدول الزمني والكفاءة الفنية.
وتملك مجموعة "تايجر" سجلًا من المشاريع العقارية الكبرى في المنطقة، حيث أنجزت أكثر من 270 مشروعًا في دول الشرق الأوسط، وتُقدر قيمتها السوقية بنحو 5 مليارات دولار.
استثمار في رمزية ترامب
يُنظر إلى استخدام اسم "ترامب" في المشروع على أنه يتجاوز البعد التجاري، ليُجسد محاولة رمزية لإعادة التموضع السوري على الخريطة السياسية الدولية من خلال بوابة العلاقات الأمريكية. فاسم ترامب لا يزال يحظى بثقل رمزي في عالم المال والعقارات، كما أنه يحمل دلالات سياسية في سياق إدارة العلاقات الخارجية والاقتصادية، لا سيما أن الرئيس الأمريكي السابق قد اتخذ مواقف مغايرة للنهج التقليدي في الشرق الأوسط.