ثورة طبية جديدة يقدمها الذكاء الاصطناعي.. أداة قادرة على معالجة الصرع

يقول بعض الباحثون الذين قاموا بتطوير أداة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، إنه يمكن لهذه الأداة الجديدة اكتشاف ثلثي إصابات الدماغ الناجمة عن الصرع والتي عادة ما يغفل عنها الأطباء، مما يمهد الطريق لإجراء جراحات أدق لوقف النوبات.
وإليكم من خلال موقع نيوز رووم، تفاصيل هذا التطور الهائل لهذه الأداة الجديدة نقلًا عن موقع BBC
مرض الصرع
يعاني واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بالصرع من نوبات صرع لا يمكن السيطرة عليها، وعادة ما تكون ناجمة عن تشوهات دقيقة للغاية في الدماغ بحيث لا تستطيع العين البشرية رؤيتها في عمليات المسح.
ويقول خبراء في علاج الصرع عند الأطفال إن أداة الذكاء الاصطناعي تتمتع بعدة إمكانات هائلة، وتفتح آفاقا للعلاج، ولكن ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات حول الفوائد طويلة الأمد للمرضى قبل أن يتم ترخيص هذه التقنية واستخدامها في العيادات.
وتشكل التشوهات الدماغية التي تسمى خلل التنسج القشري البؤري سببًا شائعًا للصرع، وخاصةً عندما لا تتمكن الأدوية من السيطرة على هذه النوبات، وتؤثر النوبات على الأشخاص بطرق مختلفة، حيث تشمل الأعراض الارتعاش، والتصلب، وفقدان الوعي، ويمكن أن تتطلب هذه الأعراض زيارات منتظمة لأقسام الطوارئ بالمستشفيات، واتضح أن إزالة جزء صغير من الدماغ يمكن أن يكون وسيلة آمنة وفعالة لإيقافه هذه النوبات، ولكن إذا لم يتمكن أخصائيو الأشعة من رؤية الآفات الصغيرة في عمليات مسح الدماغ، فقد يتأخر التشخيص والعلاج والجراحة.

تفاصيل الدراسة
وفي هذه الدراسة التي نشرت في JAMA Neurology ، قام الباحثون من كينجز كوليدج لندن وجامعة كوليدج لندن، بتغذية أدواتهم بمسح التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لأكثر من 1185 بالغًا وطفلًا في 23 مستشفى حول العالم، وكان 703 منهم يعانون من تشوهات في الدماغ.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور كونراد واجستيل إن الأداة، التي تُدعى MELD Graph، كانت قادرة على معالجة الصور بسرعة أكبر مما يستطيع الطبيب معالجته، بل وبمزيد من التفصيل، وهو ما قد يعني علاجًا في الوقت المناسب واختبارات وإجراءات أقل تكلفة.
ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي سيتطلب إشرافًا بشريًا، ولا تزال العديد من التشوهات غير مرئية حتى الآن.
وقال الدكتور واجستيل، إنه يمكن للذكاء الاصطناعي العثور على نحو ثلثي الحالات التي يفشل الأطباء في اكتشافها، ولكن لا يزال هذا الأمر صعب للغاية
وفي أحد المستشفيات في إيطاليا، تمكنت الأداة من تحديد آفة خفية لم يتمكن أخصائيو الأشعة من اكتشافها، في صبي يبلغ من العمر 12 عاما، والذي جرب تسعة أدوية مختلفة، لكنه لا يزال يعاني من نوبات صرع كل يوم
وأوضحت البروفيسورة هيلين كروس، المشاركة في هذه الدراسة ومستشارة الصرع لدى الأطفال، إن الاختبار لديه القدرة على التعرف بسرعة على التشوهات التي يمكن إزالتها وعلاج الصرع المحتمل، وقالت أيضًا إن الصرع غير المسيطر عليه كان بمثابة عقبة كبيرة، وقد عانى العديد من الأطفال الذين تراهم كمستشارة في مستشفى جريت أورموند ستريت من نوبات صرع وخضعوا لأشعات لعدة سنوات قبل اكتشاف أي آفة.

ترخيص الاداة في المستشفيات
ويأمل الباحثون الآن في الحصول على موافقة رسمية لاستخدام MELD Graph كأداة تشخيصية، ولكن هناك حاجة إلى تجارب أخرى للتحقيق في الفوائد طويلة الأمد للمرضى الذين يتم اكتشاف إصابات في الدماغ لديهم، وفي الوقت نفسه قام فريق البحث بإتاحة الأداة على برنامج مفتوح المصدر، حتى يمكن استخدامها في الأبحاث السريرية من قبل المستشفيات في جميع أنحاء العالم.